____________________
الأعيان لما صح التوصيف بها كما هو واضح.
وقد انقدح بكل ذلك صحة ما ذكرنا من تفسير المتكلم بموجد الكلام، كما انقدح أيضا فساد ما ذكره القوم من أن مدلول الجملة في القضايا هو الكلام النفسي، وأنه مغاير للعلم والإرادة بشاهد الأخبار أحيانا بما لا يعلم، وشاهد الطلب الظاهري في مورد الامتحان والتعجيز والتهديد وأمثالها، مع عدم وجود الطلب الجدي، أو عدم العلم الواقعي، فإن ذلك كله أجنبي صرف عما راموا إثباته، حيث إن مدلول الخبر على ما صرح به أهل اللغة وهو المتبادر عرفا عند إطلاقه ليس إلا ثبوت النسبة الإيجابية أو السلبية خارجا.
ومن الواضح أن علم المخبر بمطابقة تلك النسبة للواقع، أو عدم مطابقتها، أو عدم علمه بشيء منهما لا ربط له بذلك، وليس شيء منها مدلولا للخبر.
وكذلك مدلول الأمر، فإنه ليس إلا الطلب الإنشائي، وأن موطنه نفس الكلام اللفظي. وأما الطلب الجدي المرادف للإرادة الحقيقية الموجودة في النفس، فإنما هو من دواعي الإنشاء اللفظي، وأجنبي محض عن كونه مدلولا للكلام الإنشائي، وإلا لزم انقلاب الإنشاء إخبارا، كما يظهر بأدنى تأمل وأين ذلك من إثبات الكلام النفسي به.
ثم «و» هل ترى أنه قد «كلم الله» موسى «كليمه» على ما صرح به القرآن الكريم بذلك الكلام النفسي «و» هو «من» أوحى إليه ربه تعالى، و «من عليه» بالخطاب له «يوم ما نودي» فيه «أن» ﴿يا موسى * إني أنا ربك﴾ (1) إلى آخره.
ثم «و» هل يشك مسلم في أن «من» جملة «كلامه البليغ» هو «مصحفه» الحكيم «فإنه بذاته» المقدسة «مؤلفه» بكلماته وحروفه إجماعا من المسلمين،
وقد انقدح بكل ذلك صحة ما ذكرنا من تفسير المتكلم بموجد الكلام، كما انقدح أيضا فساد ما ذكره القوم من أن مدلول الجملة في القضايا هو الكلام النفسي، وأنه مغاير للعلم والإرادة بشاهد الأخبار أحيانا بما لا يعلم، وشاهد الطلب الظاهري في مورد الامتحان والتعجيز والتهديد وأمثالها، مع عدم وجود الطلب الجدي، أو عدم العلم الواقعي، فإن ذلك كله أجنبي صرف عما راموا إثباته، حيث إن مدلول الخبر على ما صرح به أهل اللغة وهو المتبادر عرفا عند إطلاقه ليس إلا ثبوت النسبة الإيجابية أو السلبية خارجا.
ومن الواضح أن علم المخبر بمطابقة تلك النسبة للواقع، أو عدم مطابقتها، أو عدم علمه بشيء منهما لا ربط له بذلك، وليس شيء منها مدلولا للخبر.
وكذلك مدلول الأمر، فإنه ليس إلا الطلب الإنشائي، وأن موطنه نفس الكلام اللفظي. وأما الطلب الجدي المرادف للإرادة الحقيقية الموجودة في النفس، فإنما هو من دواعي الإنشاء اللفظي، وأجنبي محض عن كونه مدلولا للكلام الإنشائي، وإلا لزم انقلاب الإنشاء إخبارا، كما يظهر بأدنى تأمل وأين ذلك من إثبات الكلام النفسي به.
ثم «و» هل ترى أنه قد «كلم الله» موسى «كليمه» على ما صرح به القرآن الكريم بذلك الكلام النفسي «و» هو «من» أوحى إليه ربه تعالى، و «من عليه» بالخطاب له «يوم ما نودي» فيه «أن» ﴿يا موسى * إني أنا ربك﴾ (1) إلى آخره.
ثم «و» هل يشك مسلم في أن «من» جملة «كلامه البليغ» هو «مصحفه» الحكيم «فإنه بذاته» المقدسة «مؤلفه» بكلماته وحروفه إجماعا من المسلمين،