قال الزمخشري: يقال: ماء أسدام وسدام (1) على وصف الواحد بالجمع مبالغة كقوله: معى جياعا.
وقال: ركية سدم بالضم وبضمتين مثل عسر وعسر: مندفنة. وفي الصحاح: إذا دفنت (2).
وقال الليث: هو الذي وقعت فيه الأقمشة والجولان حتى يكاد يندفن.
وسدم الباب: ردمه، والصواب: رده كما هو نص ابن الأعرابي، وكذلك سطمه فهو مسدوم ومسطوم.
والمسدم كمعظم: البعير الهائج المهمل حول الدار، وأيضا: ما دبر ظهره فعفي من، ونص المحكم: فأعفي عن القتب حتى انسدم دبره أي: برأ وصلح، وإياه عنى الكميت بقوله:
قد أصبحت بك أحفاضي مسدمة * زهرا بلا دبر فيها ولا نقب (3) أي: أرحتها من التعب فابيضت ظهورها ودبرها وصلحت. والأحفاض: جمع حفض، وهو البعير الذي يحمل عليه سقط المتاع.
وقال أبو عبيدة: عاشق سدم ككتف: إذا كان شديد العشق، وكذلك بعير سدم.
وسدوم لقرية قوم لوط عليه السلام غلط فيه الجوهري، والصواب: سذوم بالذال المعجمة، ومنه: " أجور من قاضي سذوم (5).
أو سذوم: د بحمص يقال لقاضيها: قاضي سذوم.
وذكر الطبراني أن سذوم: ملك غشوم من بقايا عاد، كان بمدينة سرمين من أرض قنسرين، ثم سميت القرية باسمه، وأنشد الجوهري:
كذلك قوم لوط حين أمسوا * كعصف في سدومهم الرميم (6) قال أبو حاتم في المزال والمفسد: إنما هو سذوم بالذال المعجمة، والدال خطأ.
قال الأزهري: وهذا عندي هو الصحيح.
ونقله الميداني في الأمثال هكذا، وهذا هو الذي اعتمده المصنف.
وقال ابن بري: ذكره ابن قتيبة بالذال المعجمة، والمشهور بالدال. وقال: وكذا روي بيت عمرو بن دراك العبدي:
وإني إن قطعت حبال قيس * وخالفت المرون على تميم لأعظم فجرة من أبي رعال * وأجور في الحكومة من سدوم (7) قال: وهذا يحتمل وجهين:
أحدهما: أن يحذف مضاف تقديره: من أهل سدوم، وهم قوم لوط، فيهم مدينتان سدوم وعاموراء، أهلكهما الله فيما أهلكه.
والوجه الثاني: أن يكون سدوم اسم رجل، قال: وكذا نقل أهل الأخبار، وقالوا: كان ملكا فسميت المدينة باسمه، وكان من أجور الملوك. ونسب علي بن حمزة البيتين إلى ابن دارة، قالهما في وقعة مسعود ابن عمرو. وروى البيت الثاني:
لأخسر صفقة من شيخ مهو * وأجور في الحكومة من سدوم (8) قلت: وفي المضاف والمنسوب للثعالبي: أن سدوم من الملوك المتقدمين المتصفين بالجور، وكان له قاض أشد جورا منه، فتارة قالوا: أجور من سدوم. وتارة قالوا: أجور من قاضي سدوم، وأنشد: