تاج العروس - الزبيدي - ج ١٦ - الصفحة ٢٠٤
كهرشفة أي: بكسر فسكون ففتح فتشديد. يقال: أرض خرشمة: يابسة صلبة، وجبل خرشم كذلك. والمخرنشم: المتعاظم (1) المتكبر في نفسه، نقله الجوهري عن الفراء.
قال: والمخرنشم أيضا المتغير اللون الذاهب اللحم، عن أبي عمرو.
قال الأزهري: أنا واقف في هذا الحرف؛ فإنه روي بالجيم أيضا.
قلت: وروي بالحاء أيضا.
والمخرنشم أيضا: المتقبض المتقارب بعض خلقه من بعض عن ابن الأعرابي، وأنشد:
* وفخذ طالت ولم تخرنشم (2) * والجيم لغة فيه.
* ومما يستدرك عليه:
خرشم الرجل: كره وجهه، والجيم لغة فيه.
والمخرنشم: الغضبان. وخرشمه خرشمة: أصاب أنفه. " عامية ".
[خرطم]: الخرطوم، كزنبور: الأنف، كما في الصحاح، وهو قول أبي زيد.
وقال ثعلب: هو من السباع الخطم والخرطوم. ومن الخنزير: الفنطيسة، ومن ذي الجناح: المنقار، ومن ذوات الخف: المشفر، ومن الناس: الشفة، ومن الحافر: الجحفلة.
قال: والخرطوم للفيل، وهو أنفه، ويقوم له مقام يده ومقام عنقه.
قال: والخروق التي فيه لا تنفذ، وإنما هو وعاء إذا ملأه الفيل من طعام أو ماء أولجه في فيه؛ لأنه قصير العنق لا ينال ماء ولا مرعى.
قال: وللبعوضة خرطوم، وهي مشبهة بالفيل.
أو مقدمه، أو ما ضممت عليه الحنكين وقوله تعالى:
(سنسمه على الخرطوم) (3) فسره ثعلب فقال: يعني على الوجه.
قال ابن سيده: وعندي أنه الأنف، واستعاره للإنسان.
وقال الفراء: " الخرطوم وإن خص بالسمة فإنه في مذهب الوجه؛ لأن بعض الوجه يؤدي عن بعض.
وقال الراغب في تفسير الآية. " أي: نلزمه عارا لا ينمحي عنه، كقولهم: جدعت أنفه، والخرطوم: أنف الفيل، فسمي أنفه خرطوما استقباحا.
كالخرطم، كقنفذ. وقد شدده الشاعر للضرورة، فقال، أنشده ابن الأعرابي:
أصبح فيه شبه من أمه * من عظم الرأس ومن خرطمه (4) والخرطوم: الخمر. نقله الجوهري، وأنشد للعجاج:
فغمها حولين ثم استودفا * صهباء خرطوما عقارا قرقفا وخص بعضهم، فقال: السريعة الإسكار.
و (*) قيل: هو أول ما يجري من العنب قبل أن يداس. أنشد أبو حنيفة:
وفتية غير أنذال دلفت لهم * بذي رقاع من الخرطوم نشاج (5) يعني بذي الرقاع: الزق.
وقال ابن الأعرابي: الخرطوم: السلاف الذي سال من غير عصر.

(1) على هامش القاموس عن إحدى نسخه: المتعظم.
(2) اللسان والتكملة بدون عزو.
(3) القلم الآية 16.
(4) اللسان بدون عزو.
(*) كذا بالأصل، وبالقاموس: " أو ".
(5) البيت للراعي النميري، ديوانه ط بيروت ص 31 وروايته: وفتية غير أنكاس دلفت لهم وانظر تخريجه فيه، والمثبت كرواية اللسان، وكتب مصححه: قوله: وأنشد أبو حنيفة وفتية الخ كذا بالأصل وعبارة المحكم: أنشد أبو حنيفة:
وكأن ريقتها إذا نبهتها * بعد الرقاد تعل بالخرطوم وقال الراعي: وفتية الخ البيت.
(٢٠٤)
مفاتيح البحث: الطعام (1)، مدينة بيروت (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 ... » »»
الفهرست