نزلوا مكة، وتزوج فيهم إسماعيل عليه السلام وهم أصهاره ثم ألحدوا في الحرم، وأبادهم الله تعالى. قال ابن إسحاق: وكان أخوه قطوراء أول من تكلم بالعربية عند تبلبل الألسن، كذا في التوشيح وجرهم بن ناشر أبو ثعلبة، ذكر في " ج ر ث م " قريبا.
والجراهم، كعلابط: الأسد، كالجرهام بالكسر.
والجراهم: الضخم العظيم من الإبل، يقال: جمل جراهم وعراهم وعراهن؛ أي: عظيم، وهي بهاء، قال ساعدة بن جؤية يصف ضبعا:
تراها الضبع أعظمهن رأسا * جراهمة لها حرة وثيل (1) عنى بالجراهمة الضخمة الثقيلة. وقال عمرو الهذلي:
فلا تتمنني وتمن جلفا * جراهمة هجفا كالخيال (2) ورجل جرهام، بالكسر، ومجرهم، بكسر الهاء؛ أي جاد في أمره، ويقال: مجرهم، كمقشعر.
* ومما يستدرك عليه:
الجرهم، بالضم الجريء في الحرب وغيرها، نقله الأزهري عن الفراء.
[جزم]: جزمه يجزمه جزما: قطعه.
وجزم اليمين جزما أمضاها البتة، يقال: حلف يمينا حتما جزما.
وجزم الأمر جزما: إذا قطعه قطعا لا عودة فيه.
وجزمت ما بيني وبينه، أي: قطعته، ومنه الجزم في الإعراب.
يقال: جزم الحرف يجزمه جزما: إذا أسكنه فانجزم.
وقال الليث: الجزم: عزيمة في النحو في الفعل، كالحرف المجزوم آخره لا إعراب له.
وقال المبرد: إنما سمي الجزم في النحو جزما لأن الجزم في كلام العرب القطع، يقال: افعل ذلك جزما، فكأنه قطع الإعراب عن الحرف.
وقال ابن سيده: الجزم: إسكان الحرف عن حركته من الإعراب، من ذلك لقصوره عن حظه منه، وانقطاعه عن الحركة ومد الصوت بها للإعراب.
وجزم عليه أي: على الأمر: سكت، كجزم، بالتشديد.
وجزم عنه: إذا جبن وعجز، كجزم بالتشديد، وأنشد الجوهري:
ولكني مضيت فلم أجزم * وكان الصبر عادة أولينا (3) وجزم القراءة جزما: وضع الحروف مواضعها في بيان ومهل، نقله الليث.
وجزم السقاء جزما: ملأه، كجزمه بالتشديد، قال صخر الغي:
فلما جزمت بها قربتي * تيممت أطرقة أو خليفا (4) فهو سقاء جازم ومجزم، كمنبر أي: ممتلئ، قال الشاعر:
جذلان يسر جلة مكنوزة * دسماء بحونة ووطبا مجزما (5) وجزم النخل جزما: خرصه وحرزه، كاجتزمه، وقد روي بيت الأعشى: