فنذكرها بالترتيب المذكور غير مراع فيه مراتب الصحة وغيرها من الأنواع الأربع الأولة.
فأما النوع الأول: فروايات، منها: ما في التهذيب والاستبصار - الموصوف بالصحة في كلام جماعة - عن الفضل أبي العباس قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن فضل الهرة والشاة والبقرة والإبل والحمار والخيل والبغال والوحش والسباع، فلم أترك شيئا إلا سألته عنه، فقال: " لا بأس به "، حتى انتهيت إلى الكلب، فقال: " رجس نجس لا تتوضأ بفضله، واصبب ذلك الماء، واغسله بالتراب أول مرة ثم بالماء " (1).
ومنها: ما فيهما أيضا عن معاوية بن شريح، قال: سأل عذافر أبا عبد الله (عليه السلام) وأنا عنده عن سؤر السنور والشاة والبقرة والبعير والحمار والفرس والبغال والسباع يشرب أو يتوضأ منه؟ فقال: " نعم اشرب منه وتوضأ "، قال: قلت له الكلب؟ قال: " لا "، قلت أليس هو بسبع؟ قال: " لا والله إنه نجس، لا والله إ نه نجس " (2) وفيهما (3) أيضا مثله بطريق آخر إلى معاوية بن ميسرة عن أبي عبد الله (عليه السلام)، وفي الرجال (4) اتحاده مع معاوية بن شريح.
ومنها: ما عن التهذيب في كتاب الأطعمة والأشربة عن أبي بصير، قال: " دخلت ام معبد العبدية على أبي عبد الله (عليه السلام) وأنا عنده، قالت: جعلت فداك أنه يعتريني قراقر في بطني، إلى أن قالت: وقد وصف لي أطباء العراق النبيذ بالسويق وقد وقفت وعرفت كراهتك له فأحببت أن أسألك عن ذلك، فقال: وما يمنعك عن شربه؟ قالت: وقد قلدتك ديني فألقى الله حين ألقاه فاخبره أن جعفر بن محمد أمرني ونهاني، فقال: " يا أبا محمد ألا تسمع إلى هذه المرأة وهذه المسائل، لا والله لا آذن لك في قطرة فلا تذوقي منه قطرة، إلى أن قال: ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام): ما يبل منه الميل ينجس حبا من ماء يقولها ثلاثا " (5).