تعالى: * (واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض تخافون أن يتخطفكم الناس فآواكم وأيدكم بنصره ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون) * (1).
والثانية: * (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون) * (2).
والثالثة: قول قريش لنبي الله تعالى حين دعاهم إلى الاسلام والهجرة فقالوا: * (وقالوا إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا) * فقال الله تعالى:
* (أولم نمكن لهم حرما آمنا يجبى إليه ثمرات كل شئ رزقا من لدنا ولكن أكثرهم لا يعلمون) * (3).
وأما الآية التي عم بها العرب فهو قوله تعالى: * (واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون) * (4).
فيالها من نعمة ما أعظمها إن لم تخرجوا منها إلى غيرها، ويا لها من مصيبة ما أعظمها إن لم تؤمنوا بها وترغبوا عنها.
فمضى نبي الله (صلى الله عليه وآله) وقد بلغ ما أرسل به، فيالها مصيبة خصت الأقربين، وعمت المؤمنين، لن تصابوا بمثلها، ولن تعاينوا بعدها مثلها، فمضى (صلى الله عليه وآله) لسبيله وترك كتاب الله وأهل بيته إمامين لا يختلفان، وأخوين لا يتخاذلان، ومجتمعين لا يتفرقان.