العباس فجلس مكاني، فقمت فقبضت ذلك، فقال: انطلق به إلى منزلك، فانطلقت ثم جئت فقمت بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فنظر إلي ثم عمد إلى خاتمه فنزعه ثم دفعه إلي، فقال: هاك يا علي هذا في الدنيا والآخرة، والبيت غاص من بني هاشم والمسلمين فقال: " يا بني هاشم، يا معشر المسلمين، لا تخالفوا عليا فتضلوا، ولا تحسدوه فتكفروا، يا عباس قم من مكان علي ". فقال: تقيم الشيخ وتجلس الغلام! فأعادها عليه ثلاث مرات، فقام العباس فنهض مغضبا وجلست مكاني، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
" يا عباس، يا عم رسول الله، لا أخرج من الدنيا وأنا ساخط عليك، فيدخلك سخطي عليك النار ". فرجع فجلس.
* الأمالي للطوسي المجلس 22 الحديث 12 ص 572، والمجلس 27 الحديث 1، كشف الغمة ج 1 ص 409، بحار الأنوار ج 22 ص 499 الرقم 46، وج 22 ص 500 الرقم 47.
- - 4 - قلت: بأبي وأمي أرجو أن يعينني ربي ويثبتني.
جواب أمير المؤمنين (عليه السلام) لرسول الله (صلى الله عليه وآله)، حين دفع الوصية إليه.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) حين دفع الوصية إلى علي: " يا علي أعد لهذا جوابا غدا بين يدي ذي العرش، فإني محاجك يوم القيامة بكتاب الله، حلاله وحرامه ومحكمه ومتشابهه على ما أنزل الله، وعلى تبليغه من أمرتك بتبليغه، وعلى فرائض الله كما أنزلت وعلى أحكامه كلها من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والتحاض عليه وإحيائه مع إقامة حدود الله كلها، وطاعته في الأمور بأسرها، وإقام الصلاة لأوقاتها، وإيتاء الزكاة أهلها، والحج إلى بيت الله، والجهاد في سبيل الله، فما أنت صانع يا علي؟
قال [أمير المؤمنين (عليه السلام)]:
" فقلت: بأبي وأمي إني أرجو بكرامة الله تعالى، ومنزلتك عنده ونعمته