- - 5 - لولا مخافة الفرقة بين المسلمين لكنا على غير ما كنا.
من خطبة أمير المؤمنين (عليه السلام) في مسجد النبي (صلى الله عليه وآله) في أول إمارته:
" أما بعد، فإنه لما قبض الله نبيه (صلى الله عليه وآله) قلنا: نحن أهله وورثته وعترته، وأولياؤه دون الناس، لا ينازعنا سلطانه أحد، ولا يطمع في حقنا طامع، إذ انبرى لنا قومنا فغصبونا سلطان نبينا، فصارت الإمرة لغيرنا، وصرنا سوقة، يطمع فينا الضعيف، ويتعزز علينا الذليل، فبكت الأعين منا لذلك، وخشنت (1) الصدور، وجزعت النفوس.
وأيم الله لولا مخافة الفرقة بين المسلمين، وأن يعود الكفر، ويبور الدين، لكنا على غير ما كنا لهم عليه.... " * شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 1 ص 307، الارشاد للمفيد ج 1 ص 245، الجمل للمفيد ص 233، الأمالي للمفيد المجلس 19 الحديث 6، بحار الأنوار ج 29 ص 579 الرقم 15، وص 633 الرقم 49، وج 32 ص 61 وص 111 الرقم 86.
- - 6 - رأيت أن الصبر على ذلك أفضل من تفريق كلمة المسلمين.
لما أراد علي (عليه السلام) المسير إلى البصرة، قام فخطب الناس، فقال بعد أن حمد الله وصلى على رسوله (صلى الله عليه وآله):
" إن الله لما قبض نبيه، استأثرت علينا قريش بالأمر، ودفعتنا عن حق نحن أحق به من الناس كافة، فرأيت أن الصبر على ذلك أفضل من تفريق كلمة المسلمين، وسفك دمائهم، والناس حديثوا عهد بالإسلام، والدين يمخض مخض الوطب، يفسده أدنى وهن، ويعكسه أقل خلف، فولي