نعم إذا وقع التحدي للنبي أو الامام صلوات الله عليهم بأمر من الأمور الدالة على صدق دعواهم لا يجوز اجراؤه على يد المبطل من غيرهم.
ولهذا لما ادعى الإمامة في زمن الكاظم عليه السلام جماعة من اخوته وبني عمه كان يتحداهم بالجلوس وسط النار، مع أن دخول النار والجلوس فيها مبتذل في هذه الاعصار لكثير من عوام مذهبنا مذهب المخالفين.
(الوجه الثاني) ان الله سبحانه أقسم بعزته انه لا يضيع عمل عامل ومن يرد حرث الدنيا في ذلك العمل يؤته منها ومن يرد حرث الآخرة يؤته منها.
ومن هذا جاء في الاخبار: ان امهال الشيطان إلى يوم القيامة وتسلطه على بني آدم وما أعطاه الله سبحانه مما طلب، انما سبب عبادته في السماء.
كما قال مولانا أمير المؤمنين عليه السلام انه عبد الله في السماء ستة آلاف سنة.
لا يدرى أ من سنى الدنيا أم من سنى الآخرة.
وأما فرعون فجاء في الاخبار ان الله سبحانه أمهله أربعمائة سنة، يدعي فيها الربوبية، لأنه كان حسن الأخلاق سهل الحجاب وما جلس على مائدة الا كان فيها الأيتام والمساكين.
روي عن علي عليه السلام: انما امهل الله فرعون في دعوته لسهولة اذنه وبذل طعامه، فجوزي في الدنيا على أعماله.
وكون ذلك الجزاء مستلزما لنقص الغير مما يمكن الاحتراز عنه لا يمنع منه، لان جزاء إبليس على عمله، استلزم تسلطه على بني آدم، لكنه لا يؤول إلى جبرهم بل هم مختارون في الطاعة.
وهذا الوجه يجري في موارد كثيرة، وذلك أن كفار الهند وغيرهم إذا تعبدوا لله سبحانه بزعمهم يجري على أيديهم الافعال الغريبة كالاخبار عن الغائبات ونحوها.
ومثل جماعة من أهل الخلاف يجري على يدي جماعة من مشايخهم جزاء لعبادتهم ما لا يجري على يدي غيرهم من أهل الله.