الا العناد واللجاج وتكذيب الآيات والرسل، أمهلهم وأملى لهم واستدرجهم وكلما ازدادوا في الطغيان زادت عليهم النعم وهم يحسبون انه من صنيع الله إليهم واحسانه عليهم.
كما قال عز شأنه: (سنستدرجهم من حيث لا يعلمون * وأملى لهم ان كيدي متين) فما كان يصنعه جل وعز إلى فرعون وقومه من نعم الدنيا، كان من باب الاملاء والاستدراج.
وهكذا الحال في بعض الموارد، فان الكوفي أبا (...) كان يقول في مجلس الكوفة: قال علي، وأنا أقول. يعني خلافا لقوله.
ولا شك ان قول علي عليه السلام هو حكم الله تعالى، وان غايره يكون حكم الشيطان، فقد جعل نفسه وفتواه شريكا لله تعالى، ومع ذلك أمهله الله تعالى واستدرجه في نعم الدنيا والاعتبار عند الملوك والسلاطين واعتماد الناس على أقواله ومذاهبه في حياته وبعد مماته إلى يوم القيامة.
والناس يظنون أن ذلك من ألطاف الله سبحانه عليه، وليس هو إلا استدراجا وجزاءا لأعماله.
فإنه حكي عنه انه قام الليل من نصفه أو من أوله إلى آخره عابدا داعيا مدة عشرين سنة.
وهكذا حال أصحابه من باقي الفقهاء الأربعة.
وبقيت وجوه كثيرة لا نطيل الكتاب بذكرها.
(علل الشرايع) سأل الشامي أمير المؤمنين عليه السلام عن يوم الأربعاء والتطير منه فقال عليه السلام: آخر أربعاء في الشهر وهو المحاق. ويوم الأربعاء غرق الله فرعون ويوم الأربعاء طلب فرعون موسى ليقتله ويوم الأربعاء امر فرعون بذبح الغلمان ويوم الأربعاء أطل قوم فرعون العذاب.
وعن أبي جعفر عليه السلام: لما رجع موسى إلى امرأته، قالت من أين جئت؟ قال: من عند رب تلك النار.
قال: فغدا إلى فرعون، فوالله لكأني انظر إليه طويل الباع ذو شعر ادم عليه