ووالله لا أدعها حتى اغرسها فقال إبليس وانا والله لا أدعها حتى أقلعها فقال اجعل لي منها نصيبا قال فجعل له منها الثلث فأبى ان يرضى فجعل له النصف فأبى ان يرضى وأبى نوح ان يزيده. فقال جبرئيل لنوح عليه السلام يا رسول الله أحسن فان منك الاحسان فعلم نوح انه قد جعل الله له عليها سلطانا فجعل نوح له الثلثين.
(قال) أبو عبد الله عليه السلام: فإذا اخذت عصيرا فاطبخه حتى يذهب الثلثان من نصيب الشيطان فإذا ذهب فكل واشرب حينئذ.
(وفيه) عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ان إبليس نازع نوحا عليه السلام في الكرم فاتاه جبرئيل عليه السلام فقال إن له حقا فاعطه فأعطاه الثلث فلم يرض إبليس ثم أعطاه النصف فلم يرض فطرح جبرئيل نارا فأحرقت الثلثين وبقى الثلث فقال ما أحرقت النار فهو نصيبه وما بقى فهو لك يا نوح حلال.
الفصل الثاني في بعثته إلى قومه وقصة الطوفان اعلم أن الله سبحانه كرر قصة نوح عليه السلام في كثير من سور القرآن قال الطبرسي طاب ثراه: وهو نوح بن متوشلخ بن أخنوخ وهو إدريس عليه السلام وهو أول نبي بعد إدريس. (وقيل) انه كان نجارا وولد في العام الذي مات فيه آدم عليه السلام وبعث وهو ابن أربعمائة سنة وكان يدعو قومه ليلا ونهارا فلم يزدهم دعاؤه الا فرارا وكان يضربه قومه حتى يغشى عليه فإذا أفاق قال اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون وكانوا يثورون إلى نوح عليه السلام فيضربونه حتى تسيل مسامعه دما وحتى لا يعقل شيئا مما صنع به فيحمل فيرمى في بيت أو على باب داره مغشيا عليه فأوحى الله تعالى إليه ان لن يؤمن قومك الا