الباب الثاني في قصص إدريس عليه السلام قال الله تعالى: (واذكر في الكتاب إدريس انه كان صديقا نبيا ورفعناه مكانا عليا) قال امين الاسلام الطبرسي طاب ثراه: الكتاب القرآن وإدريس هو جد أب نوح (ع) واسمه في التوراة أخنوخ وسمى إدريس لكثرة درسه الكتب يعنى كتب الله وحكمه وهو أول من خط بالقلم، وكان خياطا وأول من خاط الثياب وقيل إن الله سبحانه علمه علم النجوم والحساب وعلم الهيئة وكان ذلك معجزة له.
وقوله مكانا عليا. اي عليا رفيع الشأن برسالات الله تعالى، وقيل إنه رفع إلى السماء السادسة. (عن) ابن عباس ومجاهد: رفع إدريس عليه السلام كما رفع عيسى وهو حي لم يمت. (وقال آخرون) انه قبض روحه بين السماء الرابعة والخامسة. (وروى) ذلك عن أبي جعفر (ع) وقيل المعنى ورفعناه محله ومرتبته بالرسالة ولم يرد رفعة المكان. (علل الشرايع) بالاسناد إلى وهب أن إدريس عليه السلام كان رجلا ضخم البطن عريض الصدر قريب الخطأ إذا مشى، وقد فكر في عظمة الله وجلاله تعالى ان لهذه السماوات ولهذه الأرضين ولهذا الخلق العظيم لربا يدبرها ويصلحها فكيف لي بهذا الرب فاعبده حق عبادته فخلا بطائفة من قومه فجعل يعظهم ويذكرهم ويدعوهم إلى عبادة خالق الأشياء فأجابه الف من قومه فاختار منهم سبعة ثم قال تعالوا فليدع هؤلاء السبعة وليؤمن بقيتنا فلعل هذا الرب جل جلاله يدلنا على عبادته فوضعوا أيديهم على الأرض ودعوا طويلا فلم يتبين لهم شئ ثم رفعوا