الفصل الثالث في قصة أصحاب السبت قال الله تعالى: (ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين * فجعلناهم نكالا لما بين يديها وما خلفها وموعظة للمتقين).
(تفسير) علي بن إبراهيم: (واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر) فإنها قرية كانت لبني إسرائيل على البحر وكان الماء يجري في المد والجزر، فيدخل أنهارهم وزروعهم ويخرج السمك من البحر حتى يبلغ آخر زروعهم.
وقد كان الله حرم عليهم الصيد يوم السبت، فكانوا ينصبون الشباك في الأنهار ليلة السبت ويصطادون يوم الأحد، وكان السمك يخرج يوم السبت ويوم الأحد، فنهاهم علمائهم عن ذلك فمسخوا قردة وخنازير.
وكان العلة في تحريم الصيد عليهم يوم السبت، ان عيد جميع المسلمين وغيرهم، كان يوم الجمعة، فخالف اليهود وقالوا عيدنا السبت فحرم الله عليهم الصيد يوم السبت.
وعن أبي جعفر عليه السلام قال: أوحى الله إلى طائفة منهم: انما نهيتم عن اكلها يوم السبت ولم تنهوا عن صيدها، فاصطادوا يوم السبت وكلوها فيما سوى ذلك من الأيام، فقالت طائفة منهم الآن تصطادوها فعتت وانحازت طائفة أخرى منهم ذات اليمين فقالوا ننهاكم عن عقوبة إن تتعرضوا بخلاف امره، واعتزلت طائفة منهم ذات اليسار فتنكبت فلم تعظهم، فقالت للطائفة التي وعظتهم: (لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا) فقالت الطائفة التي وعظتهم:
(معذرة إلى ربكم ولعلكم تتقون) فقالت الطائفة التي وعظتهم: (لا والله