كذلك لا ينجو من الفتنة المتطيرون.
أقول: هذا الحديث يكون وجها للجمع بين ما ورد في الأخبار من قوله عليه السلام: لا طيرة في الاسلام، وبين ما روي من وقوعها ووجودها.
وعنه عليه السلام: ان العبد من عبادي ليأتيني بالحسنة، فأبيحه جنتي.
فقال داود: يا رب وما تلك الحسنة؟ قال يدخل على عبدي المؤمن سرورا ولو بتمرة، فقال داود عليه السلام: حق لمن عرفك ألا يقطع رجاءه منك.
وعنه عليه السلام قال: أوحى الله تعالى إلى داود عليه السلام: يا داود ان العبد ليأتيني بالحسنة يوم القيامة فأحكمه بها في الجنة، فقال يا رب وما هذا العبد الذي يأتيك بالحسنة يوم القيامة فتحكمه بها الجنة؟ قال: عبد مؤمن سعى في حاجة أخيه المؤمن أحب قضاها، فقضيت له أو لم تقض.
وقال المسعودي من علمائنا: انزل الله الزبور بالعبرانية خمسين ومائة سورة جعله ثلاثة أثلاث، فثلث في الأول فيه ما يلقون من بخت نصر وما يكون من امره في المستقبل، وفي الثلث الثاني، ما يلقون من أهل الثور، وفي الثلث الثالث مواعظ وترغيب ليس فيه امر ولا نهي ولا تحليل ولا تحريم.
وقال الله سبحانه لداود عليه السلام: احببني وحببني إلى خلقي، قال: يا رب انا أحبك فكيف أحببك إلى خلقك؟ قال: أذكر أيادي عندهم، فإنك إذا ذكرت ذلك لهم أحبوني.
وعن أبي جعفر عليه السلام قال: بينا داود عليه السلام جالس وعنده شاب رث الهيئة يكثر الجلوس عنده ويطيل الصمت، إذ اتاه ملك الموت فسلم عليه واخذ ملك الموت النظر إلى الشاب، فقال داود عليه السلام: نظرت إلى هذا فقال: نعم اني أمرت بقبض روحه إلى سبعة أيام في هذا الموضع، فرحمه داود عليه السلام فقال: يا شاب هل لك امرأة؟ فقال لا وما تزوجت قط. قال داود: فأت فلانا - رجلا كان عظيم القدر في بني إسرائيل - فقل له ان داود عليه السلام يأمرك ان