الباب الخامس في قصص نبي الله صالح صلوات الله عليه وفيه بيان حال قومه قال الله تبارك وتعالى: (وإلى ثمود أخاهم صالحا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره قد جاءتكم بينة من ربكم هذه ناقة الله لكم آية فذروها تأكل في ارض الله ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب اليم. واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد عاد وبوأكم في الأرض تتخذون من سهولها قصورا وتنحتون من الجبال بيوتا فاذكروا آلاء الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين. قال الملأ الذين استكبروا من قومه للذين استضعفوا لمن آمن منهم أتعلمون ان صالحا مرسل من ربه قالوا انا بما ارسل به مؤمنون. قال الذين استكبروا إنا بالذي آمنتم به كافرون. فعقروا الناقة وعتوا عن امر ربهم وقالوا يا صالح إئتنا بما تعدنا ان كنت من المرسلين.
فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين. فتولى عنهم وقال يا قوم لقد أبلغتكم رسالة ربى ونصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين). وقد ذكر الله سبحانه قصتهم في كتابه المجيد تعظيما لمواقعتهم الشنيعة وتخويفا لهذه الأمة من أن يرتكبوا مثلها، وقد ارتكبوا ما هو أشنع وأفضع منها.
ولهذا صح عنه صلى الله عليه وآله انه قال لعلي عليه السلام: أشقى الأولين والآخرين من عقر ناقة صالح ومن ضربك يا علي على قرنك حتى تخضب من دم رأسك لحيتك.
وتواتر عنه صلى الله عليه وآله تشبيه قاتله عليه السلام بعاقر الناقة. وقد