يكره لقاء حبيبه.
أقول: المراد بالداعي هنا الطالب على سبيل التخيير والرضا، كمن يدعو أحدا إلى ضيافة، وبالناعي الطالب على سبيل القهر والجزم، فلما علم إبراهيم عليه السلام ان الامر موسع عليه طلب الحياة ليكثر من الطاعة والعبادة.
(العلل) عن الصادق عليه السلام قال: ان إبراهيم عليه السلام لما قضى مناسكه رجع إلى الشام فهلك.
وكان سبب هلاكه ان ملك الموت اتاه ليقبضه، فكره إبراهيم الموت، فرجع ملك الموت إلى ربه عز وجل، فقال: ان إبراهيم كره الموت. فقال: دع إبراهيم فإنه يحب ان يعبدني حتى رأى إبراهيم شيخا كبيرا، يأكل ويخرج منه ما يأكله، فكره الحياة وأحب الموت، فبلغنا ان إبراهيم اتى داره، فإذا فيها رجلا حسن الصورة ما رآها قط، قال من أنت؟ قال انا ملك الموت. قال: سبحان الله من الذي يكره قربك وزيارتك وأنت بهذه الصورة؟
فقال: يا خليل الرحمن ان الله تبارك وتعالى إذا أراد بعبد خيرا بعثني إليه في هذه الصورة، وإذا أراد بعبد شرا بعثني إليه في غير هذه الصورة فقبض عليه السلام بالشام. وتوفي إسماعيل بعده وهو ابن ثلاثين ومائة سنة، فدفن في الحجر مع أمه.
(وفيه) أيضا عنه عليه السلام قال: ان سارة قالت لإبراهيم (ع) يا إبراهيم قد كبرت فلو دعوت الله ان يرزقك ولدا تقر أعيننا به، فان الله اتخذك خليلا، وهو مجيب لدعوتك فسال إبراهيم عليه السلام ربه ان يرزقه غلاما عليما. فأوحى الله إليه: اني واهب لك غلاما عليما، ثم أبلوك بالطاعة. فمكث إبراهيم عليه السلام بعد البشارة ثلاث سنين، وان سارة قالت لإبراهيم عليه السلام: انك قد كبرت وقرب اجلك فلو دعوت الله عز وجل ان يمد لك في العمر فتعيش معنا؟ فسال إبراهيم عليه السلام ربه ذلك فأوحى الله إليه: سل من زيادة العمر ما أحببت.
فقالت سارة: سل ان لا يميتك حتى تكون أنت الذي تسأله الموت. فأوحى الله تعالى إليه: في ذلك. فقالت سارة: اشكر الله واعمل طعاما، وادع عليه الفقراء وأهل الحاجة، ففعل ودعا الناس فكان فيمن اتى رجل كبير ضعيف مكفوف، معه