منها: قوله تعالى: (الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين).
يعني انه كان ينقل روحه من ساجد، إلى ساجد ويدل عليه أيضا قوله صلى الله عليه وآله:
لم أزل انقل من أصلاب الطاهرين إلى أرحام الطاهرات.
وقوله تعالى: (انما المشركون نجس) فلا يكون أحد أجداده منهم.
وأيضا أجمع الامامية رضوان الله عليهم على اسلام والد إبراهيم عليه السلام.
وحينئذ فالأخبار الدالة على أنه كان مشركا أباه حقيقة محمولة على التقية.
الأمر الثاني - في قول إبراهيم اني سقيم، واختلف في معناه على أقوال:
أحدها - انه نظر في النجوم، فاستدل بها على وجه حمى كانت تعتوره فقال إني سقيم أي حضر وقت ذلك المرض - فكأنه قال: انى سأسقم.
وثانيها - انه نظر في النجوم كنظرهم، لأنهم يتعاطون علم النجوم فأوهمهم انه يقول بمثل قولهم، فقال عند ذلك اني سقيم، فتركوه ظنا منهم ان نجمه يدل على سقمه.
وثالثها - ان يكون الله أعلمه بالوحي انه سيسقمه في وقت مستقبل وجعل العلامة على ذلك، اما طلوع نجم على وجه مخصوص أو اتصاله بآخر على وجه مخصوص.
فلما رأى إبراهيم عليه السلام تلك الامارة: قال إني سقيم. تصديقا لما اخبره الله تعالى سبحانه.
ورابعها - ان معنى قوله: اني سقيم - أي سقيم القلب - أو الرأي حزنا من اصرار القوم على عبادة الأصنام، ويكون على ذلك معنى نظره في النجوم فكرته في أنها محدثة مخلوقة، فكيف ذهب على العقلاء حتى عبدوها. والذي ورد في الاخبار هو انه (ع) أوهمهم بالنظر في النجوم لموافقتهم وقال اني سقيم تورية.
وجاء في الأخبار تجويز الكذب والتورية لأجل التقية.
(وفي) حديث صحيح انه قال: اني سقيم، يعني بما يفعل بالحسين عليه السلام، لأنه عرفه من علم النجوم، يعني من نجم الحسين (ع)، لأن الأنبياء والأئمة (ع) كل واحد له نجم في السماء ينسب إليه، كما ورد في الحديث: ان زحل نجم