وتربيهم سارة في جبل من مسك وعنبر وزعفران.
أقول: أولاد المؤمنين الذين يموتون أطفالا ورد في بعض الاخبار ان الزهراء (ع) تربيهم في الجنة حتى يأتي أبواهم أو واحد من أقاربهم فتدفعه إليهم.
وفى بعضها: ان بعض شجر الجنة له اخلاف كاخلاف البقر يرتضع منه أطفال المؤمنين الذين يموتون رضعانا حتى يكبروا، فيدفعوا إلى آبائهم، والتوفيق بين الاخبار تارة بأن بعضهم تربيهم الزهراء عليها السلام، والآخر يحضنهم إبراهيم وسارة وأخرى بان أطفال العلويين من أولادها عليهم السلام هي التي تربيهم وأطفال باقي المؤمنين يوكل إلى غيرها.
واما نقش خاتمه عليه السلام فقد تقدم.
الفصل الثاني في بيان ولادته عليه السلام وكسر الأصنام وحال أبيه وما جرى له مع فرعون قال الله سبحانه: (ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه ان آتاه الله الملك إذ قال إبراهيم ربى الذي يحيى ويميت قال انا أحيى وأميت قال إبراهيم فان الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين) أي لم ينته علمك الذي حاج إبراهيم - أي خاصمه وهو نمرود بن كنعان وهو أول من تجبر وادعى الربوبية وهذه المحاجة.
(روي) عن الصادق عليه السلام: انها بعد إلقائه في النار، وقوله: (ان آتاه الله الملك) أي محاجته ومخاصمته مع إبراهيم طغيانا وبغيا، باعتبار الملك الذي آتاه الله والملك هنا عبارة عن نعيم الدنيا وهو بهذا المعنى يجوز ان يعطيه الله الكافر والمؤمن. واما الملك بمعنى تمليك الأمر والنهي وتدبير أمور الناس وايجاب الطاعة على الخلق، فلا يجوز ان يؤتيه الله إلا من يعلم أنه يدعو إلى الصلاح والسداد