جبة من صوف عصاه في كفه مربوط حقوه بشريط، نعله من جلد حمار شراكها من ليف، فقيل لفرعون ان على الباب فتى، يزعم أنه رسول رب العالمين فقال فرعون لصاحب الأسد خل سلاسلها، وكان إذا غضب على أحد خلاها فقطعته، فخلاها وقرع موسى الباب الأول وكانت تسعة أبواب، فلما قرع موسى الباب الأول انفتحت له الأبواب التسعة، فلما دخل جعلن يبصبصن تحت رجليه كأنهن جراء، فقال فرعون لجلسائه: أرأيتم مثل هذا قط.
فلما أقبل إليه (قال ألم نربك فينا وليدا...) الآية.
فقال فرعون لرجل من أصحابه قم فخذ بيده وقال للآخر اضرب عنقه، فضرب جبرئيل عليه السلام بالسيف حتى قتل ستة من أصحابه، فقال خلوا عنه.
قال: فأخرج يده فإذا هي بيضاء قد حال شعاعها بينه وبين وجهه، وألقى العصا فإذا هي حية فالتقمت الايوان بلحييها، فدعاه ان يا موسى أقلني إلى غد، ثم كان من امره ما كان.
وعن ابن أبي عمير قال: قلت لموسى بن جعفر عليه السلام أخبرني عن قول الله عز وجل لموسى: (اذهب إلى فرعون انه طغى * فقولا له قولا لينا * لعله يتذكر أو يخشى).
فقال: أما قوله (لينا) يعني كنياه وقولا يا أبا مصعب واسمه الوليد بن مصعب.
وأما قوله: (يتذكر أو يخشى) فإنما قال ليكون أحرص لموسى على الذهاب وقد علم الله عز وجل ان فرعون لا يتذكر ولا يخشى إلا عند رؤية العذاب الا تسمع الله عز وجل يقول: (حتى أدركه الغرق قال آمنت انه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وانا من المسلمين).
فلم يقبل الله ايمانه، وقال: (الآن وقد عصيت من قبل وكنت من المفسدين).
وعن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: كان على مقدمة فرعون ستمائة الف ومائتي الف وعلى ساقته الف الف، فدخلوا البحر وغرقوا.
وقوله: (فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية) يقول: نلقيك