أحجار من الجنة، حجر مقام إبراهيم عليه السلام وحجر بني إسرائيل، والحجر الأسود، واستودعه الله إبراهيم عليه السلام حجر الأبيض، وكان أشد بياضا من القراطيس فاسود من خطايا بني آدم.
أقول: الحجر الأسود تقدم ان آدم عليه السلام حمله من الجنة. وحدثني بعض الشيوخ من العلماء ان الكعبة لما هدمها السيل، انهم شاهدوا الحجر من الطرف الذي يلي البيت، وكان ابيض.
(قال ابن عباس) وروي في كثير من اخبارنا انه لما اتى إبراهيم بإسماعيل وهاجر فوضعهما بمكة، وأتت على ذلك مدة، ونزلها الجرهميون، وتزوج إسماعيل منهم وماتت هاجر، استأذن إبراهيم سارة ان يأتي هاجر فأذنت له، وشرطت عليه ان لا ينزل، فقدم إبراهيم عليه السلام وقد ماتت هاجر، فذهب إلى بيت إسماعيل، فقال لامرأته أين صاحبك؟ فقالت ذهب يتصيد وكان إسماعيل عليه السلام يخرج من الحرم فيتصيد ثم يرجع. فقال لها إبراهيم هل عندك ضيافة؟
قالت ما عندي شئ فقال لها إبراهيم عليه السلام إذا جاء زوجك فاقرئيه السلام، وقولي له فليغير عتبة بابه. وذهب إبراهيم عليه السلام فلما جاء إسماعيل عليه السلام ووجد ريح أبيه فقال لامرأته: هل جاءك أحد؟ قالت جاءني شيخ صفته كذا وكذا، كالمستخفة بشأنه، قال فما قال لك قالت: قال لي اقرأي زوجك السلام، وقولي فليغير عتبة بابه. فطلقها وتزوج بأخرى. فلبث إبراهيم ما شاء الله، ثم استأذن سارة ان يزور إسماعيل. فأذنت له، واشترطت عليه ان ينزل. فجاء حتى انتهى إلى باب إسماعيل، فقال لامرأته أين صاحبك؟ فقالت ذهب يتصيد وهو يجئ الآن إن شاء الله فأنزل يرحمك الله قال لها هل عندك ضيافة؟ قالت نعم، فجاءت باللبن واللحم، ودعا لها بالبركة، فلو جاءت يومئذ بخبز بر أو شعير أو تمر، لكان أكثر ارض الله برا أو تمرا أو شعيرا فقالت له انزل حتى اغسل رأسك فلم ينزل، فجاءت بالمقام فوضعته على شقه الأيمن فوضع قدمه عليه فبقى اثر قدمه عليه، فغسلت شق رأسه الأيمن ثم حولت المقام إلى شقه الأيسر، فبقى اثر قدميه