(والأوجه) عندي هو الوجه الأول وذلك لان استواء الخلقة انما يكون بالنسبة إلى أغلب أنواع ذلك العصر والشائع في ذلك العصر روى أن موسى (ع) ارسل النقباء الاثني عشر ليأتوا له بخبر العمالقة حتى يغزوهم فلما قربوا من بلادهم رآهم رجل من العمالقة فوضع الاثني عشر رجلا في طرف كمه وحملهم إلى سلطانهم وصبهم بين يديه وقال هؤلاء من قوم موسى أتأمرني ان أضع رجلي عليهم اقتلهم؟
فقال اتركهم يرجعون إلى صاحبهم ويخبرونه بما يرون فطلبوا منه زادا للطريق فأعطاهم رمانة على ثور نصفها خال من الحب يضعونه فوق النصف الاخر الذي يأكلون منه. وفي الليل ينامون في النصف الخالي فهو في الليل منام وفي النهار غطاء، وكان قوم موسى بالنسبة إليهم غير مستوي الخلقة وكذا العكس على أن الأخبار الواردة بصفات حور العين وولدان الجنة وأكثر ما ورد فيها لو وجد في الدنيا لكان بعيدا عن استواء الخلقة.
الفصل الثاني (في سجود الملائكة وله معان وانها اي جنة كانت؟ ومعنى تعليمه الأسماء) قال الله تعالى (وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لادم فسجدوا الا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين). وقال عز شأنه (ما منعك ان لا تسجد إذ أمرتك قال انا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين وقال فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن ايمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين). وقال عز جلاله (رب فانظرني إلى يوم يبعثون قال فإنك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم). وقوله (فسجدوا الا إبليس كان من الجن ففسق عن امر ربه).
(في مجمع البيان) روى عن ابن عباس ان الملائكة كانت تقاتل الجن فسبى إبليس