عني، فانطلق إبراهيم عليه السلام بإسماعيل وأمه إلى مكة... الحديث.
الفصل الخامس في قصة الذبح وتعيين المذبوح قال الله تعالى: (وقال اني ذاهب إلى ربي سيهدين * رب هب لي من الصالحين * فبشرناه بغلام حليم * فلما بلغ معه السعي قال يا بني اني أرى في المنام اني أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبة افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين * فلما أسلما وتله للجبين وناديناه ان يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا انا كذلك نجزي المحسنين * ان هذا لهو البلاء المبين * وفديناه بذبح عظيم وتركنا عليه في الآخرين * سلام على إبراهيم كذلك نجزى المحسنين * انه من عبادنا المؤمنين * وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالحين * وباركنا عليه وعلى إسحاق ومن ذريتهما محسن وظالم لنفسه مبين).
(فلما بلغ معه السعي) أي شب حتى صار يتصرف مع إبراهيم ويعينه على أموره، وكان يومئذ ابن ثلاث عشرة سنة. وقيل: يعني بالسعي العمل لله والعبادة (فلما أسلما) أي استسلما لأمر الله ورضيا به.
(وتله للجبين) قيل وضع جبينه على الأرض، لئلا يرى وجهه فتلحقه رقة الآباء.
(وروي) انه قال: اذبحني وانا ساجد، لا تنظر إلى وجهي، فعسى ان يرحمني. لهو البلاء المبين - أي الامتنان الظاهر والاختبار الشديد أو النعمة الظاهرة (بذبح عظيم) قيل: كان كبشا من الغنم.
(قال ابن عباس) هو الكبش الذي تقبل من هابيل حين قربه، وكونه عظيما لأنه رعى في الجنة أربعين خريفا. (وبشرناه بإسحاق) من قال إن الذبيح إسحاق قال يعنى بشرناه بنبوة إسحاق وبصبره.