(وأما قصة الياس وإليا واليسع عليهم السلام) (الكافي) عن المفضل بن عمر قال: اتينا باب أبى عبد الله عليه السلام ونحن نريد الاذن، فسمعناه يتكلم بكلام ليس بالعربية، فتوهمنا انه بالسريانية، ثم بكى، فبكينا لبكائه، ثم خرج إلينا الغلام، فأذن لنا فدخلنا عليه.
فقلت: أصلحك الله سمعناك تتكلم بكلام ليس بالعربية ثم بكيت فبكينا، فقال: نعم ذكرت الياس النبي صلوات الله عليه، وكان من عباد بني إسرائيل، فقلت كما كان يقول في سجوده، ثم اندفع فيه بالسريانية، فما رأينا والله قسيسا ولا جاثليقا أفصح لهجة منه، ثم فسره لنا بالعربية فقال: كان يقول في سجوده:
أتراك معذبي بنارك وقد أظمأت لك هواجري؟ أتراك معذبي وقد عفرت لك في التراب وجهي؟ أتراك معذبي وقد اجتنبت لك المعاصي؟ أتراك معذبي وقد أسهرت لك ليلي؟ فأوحى الله إليه: ان ارفع رأسك فاني غير معذبك.
قال: فقال: إن قلت لا أعذبك، ثم عذبتني ماذا الست عبدك وأنت ربي؟
فأوحى الله إليه: إن ارفع رأسك فاني غير معذبك، فاني إذا وعدت وعدا وفيت به.
(قصص الأنبياء) عن ابن عباس قال: ان يوشع بن نون بوأ بني إسرائيل الشام بعد موسى عليه السلام وقسمها بينهم، فسار منهم سبط ببعلبك بأرضها وهو السبط الذي منه الياس النبي عليه السلام.
فبعثه الله إليهم، وعليهم يومئذ ملك، فتنهم بعبادة صنم يقال له بعل، وذلك قوله: (وان الياس لمن المرسلين * إذ قال لقومه ألا تتقون * أتدعون بعلا وتذرون أحسن الخالقين)؟ فكذبوه.
وكان للملك زوجة فاجرة يستخلفها إذا غاب فتقضي بين الناس وكان لها كاتب حكيم قد خلص من يدها ثلاثمائة مؤمن، كانت تريد قتلهم، ولم يعلم على وجه الأرض أنثى ازنى منها، وقد تزوجت سبعة ملوك من بني إسرائيل حتى ولدت تسعين ولدا سوى ولد ولدها.