وصاحبك لا يحسن الخط، فقلت له بل كنت أنت. كان قصدك بهذا الجواب تقريره لك مع الاستهزاء لا نفيه عنك.
الثالث - ان إبراهيم (ع) غاظته تلك الأصنام حيث أبصرها مصفقة مرتبة فكان غيظه من كبيرها أشد، لما رأى من زيادة تعظيمهم له فأسند الفعل إليه لأنه هو السبب في استهانته وحطمه لها، والفعل كما يسند إلى مباشرته يسند إلى الحامل عليه.
الرابع - انه قال على وجه التورية لما فيه من الاصلاح.
(روى في الكافي) باسناده إلى أبى عبد الله (ع) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لا كذب على مصلح، ثم تلى: (أيتها العير انكم لسارقون) ثم قال: والله ما سرقوا وما كذب، ثم تلى: (بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم إن كانوا ينطقون) فقال:
والله ما فعلوا وما كذب، وهذا إرادة الاصلاح ودلالة على أنهم لا يعقلون، وبقيت وجوه اخر، لا نطول الكتاب بذكرها. الفصل الثالث (في إراءته ملكوت السماوات والأرض وسؤاله إحياء الموتى) وجملة من حكمة ومناقبه عليه السلام وفيه وفاته عليه السلام قال الله سبحانه: (وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيى الموتى؟ قال: أو لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي قال فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا ثم ادعهن يأتينك سعيا واعلم أن الله عزيز حكيم).
(الاحتجاج) عن أبي محمد العسكري (ع) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ان إبراهيم (ع) لما رفع في الملكوت، وذلك قول ربي: (وكذلك نرى إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين) قوى الله بصره لما رفعه دون السماء حتى أبصر الأرض ومن عليها ظاهرين ومستترين فرأى رجلا وامرأة على