أقول: هذه الرواية موافقة للعامة، فهي محمولة على التقية.
والصحيح الوارد في الأخبار عن الصادق عليه السلام: انها لما عرضت على سليمان عليه السلام الخيل وفاته وقت الصلاة ردت عليه الشمس وشرع يتوضأ ويمسح بساقه وعنقه - يعني يتوضأ للصلاة هو ومن معه - وإلا فالخيل لا ذنب لها، حتى يمسح سوقها وأعناقها بالسيف.
الفصل الثالث في قصته مع بلقيس وفيه نفش الغنم ووفاته عليه السلام (تفسير علي بن إبراهيم): كان سليمان عليه السلام إذا قعد على كرسيه جاءت جميع الطير، فتظل الكرسي بجميع من عليه من الشمس، فغاب عنه الهدهد من بين الطير، فوقع الشمس من موضعه في حجر سليمان، فرفع رأسه وقال (ما لي لا أرى الهدهد...) الآيات.
فلم يمكث إلا قليلا إذ جاء الهدهد، فقال له سليمان: (أين كنت قال أحطت بما لم تحط به) وحكى له قصة سبأ، فقال له سليمان: خذ الكتاب إليها.
فجاء به ووضعه في حجرها، فارتاعت من ذلك، وجمعت جموعها وقالت لهم (اني القي إلي كتاب كريم - أي مختوم - انه من سليمان...) الآيات.
وذكر الكتاب إلى قولها ان كان نبيا من عند الله كما يدعي، فلا طاقة لنا به، ولكن سأبعث إليه بهدية، فان كان ملكا يميل إلى الدنيا فيقبلها وعلمنا انه لا يقدر علينا. فبعثت إليه حقة فيها جوهرة عظيمة، وقالت للرسول: قل له تثقب هذه الجوهرة بلا حديد ولا نار.
فأتاه الرسول بذلك، فأمر سليمان عليه السلام بعض جنوده، فأخذ خيطا في فمه ثم ثقبها واخرج الخيط من الجانب الآخر، وقال سليمان عليه السلام لرسولها: ما اتاني