وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله: رأيت إبراهيم وموسى وعيسى صلوات الله عليهم، فأما موسى فرجل طوال سبط يشبه رجال الزط ورجال أهل شيوة، واما عيسى فرجل احمر جعد ربعة، ثم سكت فقيل يا رسول الله فإبراهيم قال فانظروا إلى صاحبكم. يعني نفسه صلوات الله عليه.
الفصل الثاني (في أحوال موسى عليه السلام من حين ولادته إلى نبوته) تفسير علي بن إبراهيم، عن أبي، عن ابن محبوب عن العلا عن محمد عن أبي جعفر (ع) قال: ان موسى عليه السلام لما حملته أمه، لم يظهر حملها الا عند وضعه، وكان فرعون قد وكل بنساء بني إسرائيل نساء من القبط يحفظنهن، ولذلك لما كان بلغه عن بني إسرائيل انهم يقولون انه يلد فينا رجل يقال له موسى بن عمران يكون هلاك فرعون وأصحابه على يديه، فقال فرعون عند ذلك لأقتلن ذكور أولادهم حتى لا يكون ما يريدون، وفرق بين الرجال والنساء وحبس الرجال في المحابس.
فلما وضعت أم موسى بموسى نظرت إليه واغتمت وقالت يذبح الساعة، فعطف الله بقلب الموكلة بها عليه، فقالت لام موسى ما لك قد اصفر لونك؟ فقالت أخاف ان يذبح ولدي. فقالت لا تخافي. وكان موسى لا يراه أحد الا أحبه، وهو قول الله (وألقيت عليك محبة منى) فأحبته القبطية الموكلة به، وانزل الله على أم موسى التابوت ونوديت (ضعيه في التابوت فاقذفيه في اليم - وهو البحر - ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين) فوضعته في التابوت وأطبقت عليه وألقته في النيل.
وكان لفرعون قصور على شط النيل متنزهات فنظر من قصره ومعه آسية