وهو في وسط المدينة، وسمعته يقول: دخلت المغرب فبلغت إلى رمل عالج، وصرت إلى قوم موسى فرأيت سطوح بيوتهم مستوية، ويبدر الطعام خارج القرية يأخذون منه القوت والباقي يتركونه هناك وقبورهم في دورهم ليس فيهم شيخ ولا شيخه ولا يعتلون إلى أن يموتوا، ولهم أسواق إذا أراد الانسان شراء شئ منهم صار إلى السوق فوزن لنفسه وأخذ ما يصيبه وصاحبه غير حاضر، وإذا أرادوا الصلاة حضروا فصلوا وانصرفوا لا يكون بينهم خصومة ولا كلام يكره، إلا بذكر الله عز وجل والصلاة وذكر الموت.
وعن أبي عبد الله عليه الصلاة والسلام: ان تبع الملك أتى ببيت الله وكساه وأطعم الطعام ثلاثين يوما كل يوم مائة جزور، حتى حملت الجفان إلى السباع في رؤوس الجبال ونثرت الأغلال في الأودية للوحوش، ثم انصرف من مكة إلى المدينة، فأنزل بها قوما من أهل اليمن من غسان، وهم الأنصار.
اللهم انصرنا بنصرك، وتفضل علينا بكرمك، وارحمنا برحمتك.
وقع الفراغ مما أردنا تحريره من (قصص الأنبياء عليهم السلام) ما في الأخبار عن الأئمة الأطهار صلوات الله عليهم آناء الليل والنهار، كتب الكتاب ببنانه مؤلفه المذنب الجاني نعمة الله الحسيني عفا الله سبحانه عن سيئاته وكان الفراغ من تأليفه صبح يوم الثلاثا في أوائل شهر شعبان المكرم عام العاشر بعد المائة والألف الهجرية وكان منه في بلدة شوشتر صانها الله سبحانه من طوارق الحدثان في دارنا القريبة من مسجدها الجامع.
حامدا لله مصليا على رسوله (ص) وأهل بيته الطاهرين.