يدل عليه ما روي أنه قيل له بعد ما عوفي: ما كان أشد عليك في بلائك؟
قال: شماتة الأعداء.
أقول: شماتة الأعداء أعظم المصائب والمحن لأنه عذاب روحاني وغيره عذاب جسماني، والروح الطف الأعضاء وأرقها.
وقد ورد في الحديث: ان أهل جهنم يكتمون عذاب النار حذرا من شماتة أهل الجنة.
الباب الحادي عشر في قصص شعيب عليه السلام قال الله تعالى: (والى مدين أخاهم شعيبا * قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره قد جاءتكم بينة من ربكم فأوفوا الكيل والميزان ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تفسدوا في الأرض بعد اصلاحها ذلكم خير لكم ان كنتم موقنين * ولا تقعدوا بكل صراط توعدون * وتصدون عن سبيل الله من آمن به وتبغونها عوجا واذكروا إذ كنتم قليلا فكثركم وانظروا كيف كان عاقبة المفسدين...) الآيات.
قال امين الاسلام الطبرسي في قوله تعالى: (والى أهل مدين) اي أهل مدين أو هو اسم القبيلة. قيل إن مدين بن إبراهيم الخليل، فنسب القبيلة إليه.
قال عطاء: هو شعيب بن نوبة بن مدين بن إبراهيم، وكان خطيب الأنبياء لحسن مراجعة قومه وهم أصحاب الأيكة.
وقال قتادة: ارسل شعيب مرتين إلى أهل مدين مرة، والى أصحاب الأيكة مرة (وأوفوا الكيل والميزان) اي أدوا حقوق الناس على التمام في المعاملات.