ذلك فقال بينما انا اعمل إذ قالت لي نفسي: إلى متى تعمل وأنت شيخ كبير؟
فألقيت المسحاة واضطجعت، ثم قالت لي نفسي والله لابد لك من عيش ما بقيت، فقمت إلى مسحاتي.
الفصل الرابع في تفسير ما يقوله الناقوس وفي رفعه عليه السلام إلى السماء (الأمالي ومعاني الاخبار) بالاسناد إلى الحارث الأعور قال: بينا أسير مع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في الحيرة، إذ نحن بديراني يضرب الناقوس، فقال علي بن أبي طالب (ع): يا حارث أتدري ما يقول الناقوس؟ قلت: الله ورسوله وابن عم رسوله اعلم، قال: انه يضرب مثل الدنيا وخرابها ويقول لا إله إلا الله حقا حقا صدقا صدقا ان الدنيا قد غرتنا وشغلتنا واستهوتنا واستقوتنا، يا ابن الدنيا مهلا مهلا يا ابن الدنيا دقا دقا يا ابن الدنيا جمعا جمعا تفنى الدنيا قرنا قرنا، ما من يوم يمضي عنا الا أوهى منا ركنا قد ضيعنا دارا تبقى واستوطنا دارا تفنى، لسنا ندري ما فرطنا فيها إلا لو قد متنا.
فقال الحارث: يا أمير المؤمنين النصارى يعلمون ذلك؟ قال: لو علموا ذلك لما اتخذوا المسيح إلها من دون الله عز وجل. قال: فذهبت إلى ديراني. فقلت له:
بحق المسيح عليك لما ضربت بالناقوس على الجهة التي تضربها قال: فأخذ يضرب وانا أقول حرفا حرفا، حتى بلغ إلى قوله الا لو قد متنا، فقال بحق نبيكم من أخبركم بهذا؟ قلت هذا الرجل الذي كان معي أمس، قال: وهل بينه وبين النبي من قرابة؟
قلت هو ابن عمه، قال بحق نبيكم اسمع هذا من نبيكم؟ قال: قلت نعم، فأسلم.
ثم قال لي: والله، اني وجدت في التوراة: انه يكون في آخر الأنبياء.
(إكمال الدين) عنه صلى الله عليه وآله قال: لما ملك اسبخ بن اشكان وملك مائتين