عن القتل، فلما انكشفت السحابة عن القتلى اشتد ذلك على موسى عليه السلام، فأوحى الله: ما يرضيك ان ادخل القاتل والمقتول الجنة فكان من قتل منهم شهيدا ومن بقي مكفرا عنه ذنبه.
ثم إن موسى عليه السلام هم بقتل السامري، فأوحى الله تعالى إليه: لا تقتله فإنه سخي. فلعنه موسى عليه السلام وقال: (إذهب فان لك في الحياة ان تقول لا مساس وان لك موعدا) لعذابك في القيامة (لن تخلفه).
وامر موسى عليه السلام بني إسرائيل ان لا تخالطوه ولا تقربوه، فصار السامري وحشيا لا يألف ولا يؤلف ولا يدنو من الناس ولا يمس أحد منهم، فمن مسه قرض ذلك الموضع بالمقراض، فكان كذلك حتى هلك.
الفصل السابع (في قصة قارون وذبح البقرة وما يتعلق بها) (تفسير علي بن إبراهيم) كان سبب هلاك قارون انه لما اخرج موسى بني إسرائيل من مصر وأنزلهم البادية وذلك بعد غرق فرعون وقومه، أمرهم بقتال الجبابرة في أريحا أرض الشام فلم يطيعوه وقالوا (إذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون) ففرض الله عليهم دخولها وحرمها عليهم أربعين سنة وكانوا في التيه وكان قارون منهم وكان يقرأ القرآن ولم يكن فيهم أحسن صوتا منه وكان يسمى المنون لحسن قراءته وقد كان يعمل الكيمياء. فلما طال الامر على بني إسرائيل في التيه أخذوا في التوبة، وكان قارون امتنع أن يدخل معهم في التوبة وكان موسى يحبه.
فدخل عليه موسى فقال: يا قارون قومك في التوبة وأنت قاعد هاهنا ادخل