منهم أحد إلا ملكهم وخمسة نفر. فلما نظروا إلى أصحابهم وما أصابهم، كروا منهزمين إلى أرض بابل، وثبت بنو إسرائيل متوازرين على الخير.
فلما مات ملكهم ابتدعوا البدع ودعا كل نفسه، وشعيا يأمرهم وينهاهم فلا يقبلون حتى يهلكهم الله. وقال صاحب (الكامل) قيل: ان شعيا أوحى الله إليه: ليقوم في بني إسرائيل يذكرهم بما يوحى على لسانه لما كثرت فيهم الاحداث ففعل فعدوا عليه ليقتلوه فهرب منهم، فلقيته شجرة عظيمة فانفلقت له فدخلها، واخذ الشيطان بهدب ثوبه وأراه بني إسرائيل، فوضعوا المنشار على الشجرة فنشروها، حتى قطعوها في وسطها.
(كتاب التوحيد) عن الحسن بن محمد النوفلي عن الرضا عليه السلام فيما احتج على أرباب الملل، قال (ع) للجاثليق: يا نصراني كيف علمك بكتاب شعيا؟ قال اعرفه حرفا حرفا، فقال له: ولرأس الجالوت أتعرفان هذا من كلامه يا قوم اني رأيت صورة راكب الحمار لابسا جلابيب النور، ورأيت راكب البعير ضوءه مثل ضوء القمر، فقالا قد قال ذلك شعيا.
ثم قال (ع) وقال شعيا النبي (ع) فيما تقول أنت وأصحابك في التوراة: رأيت راكبين أضاء لهما الأرض، أحدهما على حمار والآخر على جمل، فمن راكب الحمار ومن راكب الجمل؟ قال رأس الجالوت: لا أعرفهما، فخبرني بهما قال: أما راكب الحمار فعيسى (ع) واما راكب الجمل فمحمد صلى الله عليه وآله وسلم أتنكر هذا من التوراة؟ قال لا ما أنكره. ثم قال الرضا (ع): هل تعرف حبقوق النبي عليه السلام؟ قال نعم اني به لعارف، قال: وكتابكم ينطق ما جاء الله بالبيان من جبل فاران وامتلأ السماوات من تسبيح احمد (ص) وأمته يحمل خيله في البر يأتينا بكتاب جديد بعد خراب بيت المقدس - يعني بالكتاب القرآن - أتعرف هذا وتؤمن به؟ قال رأس الجالوت قد قال ذلك حبقوق ولا ننكره.