البلاد، ثم انهم مروا بمدينة خربة افنى أهلها الطاعون، فلما أحطوا رحالهم قال الله (موتوا جميعا) فماتوا وصاروا رميما.
فمر بهم نبي من الأنبياء يقال له حزقيل فرآهم وبكى وقال: يا رب لو شئت أحييتهم الساعة. فأحياهم الله.
كتاب (المحاسن) عن أبي جعفر عليه السلام قال: لما خرج ملك القبط يريد هدم بيت المقدس اجتمع الناس إلى حزقيل النبي فشكوا ذلك إليه، فقال:
لعلي أناجي ربي الليلة.
فلما جنه الليل ناجى ربه، فأوحى الله إليه: اني قد كفيتهم وكانوا قد مضوا، فأوحى الله إلى ملك الهواء: ان أمسك عليهم أنفاسهم، فماتوا كلهم وأصبح النبي وأخبر قومه، فخرجوا فوجدوهم قد ماتوا.
ودخل حزقيل النبي العجب فقال في نفسه: ما فضل سليمان النبي علي؟ وقد أعطيت مثل هذا.
قال فخرجت قرحة على كبده واذنه، فخشع لله وتذلل وقعد على الرماد فأوحى الله إليه: ان خذ لبن التين فحكه على صدرك من خارج ففعل فسكن عنه ذلك.
وروي عن الشيخ أحمد بن فهد في (المهذب) وغيره بأسانيدهم إلى المعلى بن خنيس عن أبي عبد الله عليه السلام قال: يوم النيروز هو الذي أحيى الله فيه القوم (الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم) وذلك أن نبيا من الأنبياء، سأل ربه ان يحيى القوم (الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فأماتهم الله) فأوحى الله إليه: ان صب عليهم الماء في مضاجعهم فصب عليهم الماء في ذلك اليوم، فعاشوا ثلاثون ألفا.
فصار صب الماء في يوم النيروز سنة ماضية، لا يعرف سببها الا الراسخون.
أقول: لا يتوهم من هذه الأخبار عدم جواز الفرار من الطاعون، وذلك أن الآجال إذا تقاربت لا ينفع الفرار وعدمه.
وقد وردت الأخبار متظافرة في الأمر بالفرار منه، ولم يعارضها إلا ما