فانطلق بالبقرة إلى السوق، فأتى الملك، فقال: استأمرت والدتك؟ فقال الفتى:
نعم انها امرتني ان لا أنقصها عن ستة دنانير على أن استأمرها، قال له الملك: فاني أعطيك اثنى عشر على أن لا تستأمرها فأبى الفتى ورجع إلى أمه وأخبرها بذلك فقالت إن ذلك الرجل الذي يأتيك هو ملك من الملائكة يأتيك في صوره آدمي، ليجربك فإذا اتاك فقل له أتأمرنا ان نبيع هذه البقرة أم لا؟ ففعل ذلك، فقال الملك: اذهب إلى أمك وقل لها: أمسكي هذه البقرة، فان موسى يشتريها منك لقتيل يقتل في بني إسرائيل فلا تبيعوها إلا بملأ جلدها دنانير.
فأمسكوا تلك البقرة، وقد رد الله تعالى على بني إسرائيل ذبح البقرة بعينها، مكافأة على بره بوالدته فضلا منه ورحمة، فطلبوها فوجدوها عند الفتى، فاشتروها بملأ مسكها ذهبا.
وقال السدي: اشتروها بوزنها عشر مرات ذهبا.
الفصل الثامن (في لقاء موسى عليه السلام للخضر وسائر أحوال الخضر عليه السلام) تفسير علي بن إبراهيم: لما أخبر رسول الله صلى الله عليه وآله قريشا بخبر أصحاب الكهف، قالوا: أخبرنا عن العالم الذي امر الله موسى ان يتبعه وما قصته؟
فأنزل الله تعالى: (وإذ قال موسى لفتاه لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو امضى حقبا).
قال: وكان سبب ذلك أنه لما كلم الله موسى تكليما، فأنزل عليه الألواح وفيها من كل شئ موعظة، ورجع موسى إلى بني إسرائيل، فصعد المنبر فأخبرهم ان الله قد انزل عليكم التوراة، وقال في نفسه: ما خلق الله خلقا اعلم مني.
فأوحى الله إلى جبرئيل: أدرك موسى فقد هلك وإعلمه عند ملتقى البحرين عند