الفصل الثالث في معنى قوله تعالى: (فاخلع نعليك) وقول موسى:
(واحلل عقدة من لساني) وتسمية الجبل: طور سيناء.
(علل الشرايع) باسناده إلى أبي عبد الله عليه السلام قال: قال الله عز وجل لموسى: (فاخلع نعليك) لأنها من جلد حمار ميت.
وفيه عن أبي عبد الله (ع) في قوله: (فاخلع نعليك) قال: يعني: ارفع خوفيك، يعني خوفه من ضياع أهله. وقد خلفها تمخض، وخوفه من فرعون.
قال الصدوق: سمعت أبا جعفر محمد بن عبد الله بن طيفور الدامغاني الواعظ يقول في قول موسى عليه السلام: (واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي) قال:
يقول: اني استحي ان أكلمك بلساني الذي كلمت به غيرك فيمنعني حيائي منك عن محاورة غيرك، فصارت هذه الحالة عقدة من لساني فاحللها بفضلك، (واجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي) معناه انه سأل الله عز وجل ان يأذن له في أن يعبر عنه هارون فلا يحتاج ان يكلم فرعون بلسان كلم الله عز وجل به.
وفيه عن ابن عباس قال: إنما سمي الجبل الذي كان عليه طور سيناء لأنه جبل كان عليه شجر الزيتون وكل جبل يكون عليه ما ينتفع به من النبات والأشجار سمي طور سينا وطور سينين، وما لم يكن عليه ما ينتفع به من النبات والأشجار سمي طورا، لا يقال له طور سينا ولا طور سينين.
(الاحتجاج) سأل سعد بن عبد الله القائم عليه السلام عن قول الله عز وجل لنبيه موسى عليه السلام: (فاخلع نعليك انك بالواد المقدس طوى) فان فقهاء الفريقين يزعمون أنها كانت من اهاب الميتة فقال (ع): من قال ذلك فقد افترى على