ومنها - ان أكثر اليهود كانت قلوبهم مائلة إلى التشبيه والتجسيم، ولذا اشتغلوا بعبادة العجل، لظنهم انه تعالى في جسده، فكأنه آمن بالإله الموصوف بالجسمية. وكل من اعتقد ذلك كان كافرا.
ومنها - انه أقر بالتوحيد فقط ولم يقر بنبوة موسى، فلذا لم يقبل منه.
وفيه عنه عليه السلام: في قول فرعون (ذروني اقتل موسى) من كان يمنعه؟ قال منعته رشدته، ولا يقتل الأنبياء وأولاد الأنبياء إلا أولاد الزنا.
أقول: الرشدة طيب الولادة، وفرعون لم يتولد من الزنا، ومن ذلك جاء في الأخبار الصحيحة: ان الألوف الذين حضروا واقعة الطفوف كانوا ما بين ولد زنية أو حيضة، ولعل التفصيل إشارة إلى من أعان على القتال، تبين فيه نصب العداوة لأهل البيت عليه السلام.
وورد انه لا يبغضهم إلا ولد من الزنا.
واما من حضر وكثر السواد ولم يقاتل فهو ممن حمل به في الحيض.
وفي (قصص الأنبياء) عن العبد الصالح صلوات الله عليه قال: كان من قول موسى حين دخل على فرعون: اللهم إني أدرأ بك في نحره وأستجير بك من شره وأستعين بك، فحول الله ما كان في قلب فرعون عن الأمن خوفا.
وروى الصدوق قال: غار النيل على عهد فرعون، فأتاه أهل مملكته فقالوا:
أيها الملك إجر لنا النيل قال إني لم ارض عنكم، ثم ذهبوا فأتوه فقالوا: أيها الملك نموت ونهلك ولئن لم تجر لنا النيل لنتخذن إلها غيرك قال اخرجوا إلى الصعيد فخرجوا، فتنحى عنهم حيث لا يرونه ولا يسمعون كلامه، فألصق خده بالأرض وأشار بالسبابة وقال: اللهم إني خرجت إليك خروج العبد الذليل إلى سيده واني اعلم انك تعلم أنه لا يقدر على إجرائه أحد غيرك فاجره.
قال: فجرى النيل جريا لم يجر مثله، فأتاهم فقال لهم: اني قد أجريت لكم النيل، فخروا له سجدا.
وعرض له جبرئيل عليه السلام فقال: أيها الملك أعني على عبد لي قال فما قصته؟