(الكافي) عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ان داود عليه السلام لما وقف الموقف بعرفة نظر إلى الناس وكثرتهم فصعد الجبل فأقبل يدعو، فلما قضى نسكه اتاه جبرئيل عليه السلام فقال له: يا داود يقول لك ربك: لم صعدت الجبل ظننت انه يخفى على صوت من صوت ثم مضى به إلى البحر إلى جدة، فرسب به في الماء مسيرة أربعين صباحا في البر، فإذا صخرة ففلقها فإذا فيها دودة، فقال: يا داود يقول لك ربك انا اسمع صوت هذه في بطن هذه الصخرة في قعر هذا البحر، فظننت انه يخفى على صوت من صوت.
(وعنه عليه السلام) قال: قال داود النبي عليه السلام: لأعبدن الله اليوم عبادة ولأقرأن قراءة لم أفعل مثلها قط، فدخل محرابه ففعل، فلما فرغ من صلاته إذا هو بضفدع في المحراب، فقال له: يا داود أعجبك اليوم ما فعلت من عبادتك وقراءتك؟ فقال: نعم فقالت، لا يعجبك فاني أسبح الله في كل ليلة الف تسبيحة يتشعب لي مع كل تسبيحة ثلاثة آلاف تحميدة، واني لأكون في قعر الماء فيصوت الطير في الهواء فأحسبه جائعا، فأطفو له على الماء ليأكلني، وما لي ذنب.
وأما قصته عليه السلام مع أوريا (فروى علي بن إبراهيم في تفسيره) عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ان داود عليه السلام لما جعله الله خليفة في الأرض وانزل عليه الزبور وأوحى الله عز وجل إلى الجبال والطير ان يسبحن معه وكان سببه: انه إذا صلى يقوم وزيره لما يفرغ من الصلاة فيحمد الله ويسبحه ويكبره ويهلله ثم يمدح الأنبياء عليهم السلام نبيا نبيا ويذكر من فضلهم وأفعالهم وشكرهم في عبادتهم لله سبحانه والصبر على بلائه، ولا يذكر داود. فنادى داود عليه السلام ربه فقال: يا رب، قد أثنيت على الأنبياء بما قد أثنيت عليهم ولا تثن علي؟ فأوحى الله عز وجل إليه: هؤلاء عباد ابتليتهم فصبروا وانا اثني عليهم بذلك، فقال: يا رب فابتلني حتى أصبر فقال