أحسن الجواب فيها استخلفه، ثم سأله فقال: يا بني ما طعم الماء؟ وطعم الخبز؟ وبأي شئ ضعف الصوت وشدته؟ وأين موضع العقل من البدن؟
ومن أي شئ القساوة والرقة؟ ومم تعب البدن ودعته؟ ومم تكسب البدن وحرمانه؟ فلم يجبه بشئ.
فقال أبو عبد الله: طعم الماء الحياة وطعم الخبز القوة وضعف الصوت وشدته من لحم الكليتين وموضع العقل الدماغ، ألا ترى ان الرجل إذا كان قليل العقل قيل له ما أخف دماغه، والقسوة والرقة من القلب وهو قوله: (فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله) وتعب البدن ودعته من القدمين إذا تعبا في المشي يتعب البدن وإذا أودعا أودع البدن وكسب البدن وحرمانه من اليدين إذا عمل بهما ردتا على البدن وإذا لم يعمل بهما لم يردا على البدن شيئا.
باب في قصة قوم سبأ وأهل الثرثار وقصة أصحاب الرس وحنظلة وقصة شعيا وحبقوق (المحاسن) باسناده إلى عمرو بن شمر قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول:
لألحسن أصابعي من المأدم حتى أخاف ان يرى خادمي ان ذلك من جشع، وليس كذلك. ان قوما ما أفرغت عليهم النعمة وهم أهل الثرثار، فعمدوا إلى مخ الحنطة فجعلوه خبزا ينجون به صبيانهم، حتى اجتمع من ذلك جبل.
قال: فمر رجل صالح على امرأة وهي تفعل ذلك بصبي لها فقال: ويحكم