الفصل الرابع في بعثة موسى وهارون إلى فرعون وتفصيل الأحوال إلى وقت غرق فرعون وقومه اما الآيات الواردة فيه فكثيرة، واما الأخبار فمستفيضة.
قال الثقة علي بن إبراهيم: (وقال الملأ من قوم فرعون أتذر موسى وقومه ليفسدوا في الأرض ويذرك وآلهتك) قال كان فرعون يعبد الأصنام ثم ادعى بعد ذلك الربوبية فقال فرعون (سنقتل أبناءهم ونستحي نساءهم وانا فوقهم قاهرون * فقال الذين آمنوا لموسى: قد أوذينا قبل مجيئك يا موسى بقتل أولادنا ومن بعد ما جئتنا، لما حبسهم فرعون لايمانهم بموسى فقال موسى: (عسى ربكم ان يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون).
وذلك أنه لما سجد السحرة آمن الناس بموسى، فقال هامان لفرعون ان الناس قد آمنوا بموسى، فانظر من دخل في دينه فاحبسه، فحبس كل من آمن به من بني إسرائيل، فجاء إليه موسى فقال له: خل عن بني إسرائيل فلم يفعل، فأنزل الله عليهم في تلك السنة الطوفان فخرب دورهم ومساكنهم حتى خرجوا إلى البرية وضربوا فيها الخيام.
فقال فرعون لموسى ادع ربك حتى يكف عنا الطوفان حتى أخلي عن بني إسرائيل وأصحابك. فدعا موسى ربه فكف عنهم الطوفان، وهم فرعون ان يخلي عن بني إسرائيل، فقال له هامان إن خليت بني إسرائيل غلبك موسى وأزال ملكك فقبل منه ولم يخل عن بني إسرائيل.
فأنزل الله عليهم في السنة الثانية الجراد فأكلت كل شئ لهم من النبت