كنا نحن أحق بهذا يا روح الله، فقال: ان أحق الناس بالخدمة العالم انما تواضعت هكذا لكيما تتواضعوا بعدي في الناس كتواضعي لكم.
ثم قال عيسى (ع): عليكم بالتواضع تعمر الحكمة لا بالتكبر، وكذلك في السهل ينبت الزرع لا بالجبل.
وفيه، انه سئل أبو عبد الله عليه السلام: ما بال أصحاب عيسى عليه السلام كانوا يمشون على الماء وليس ذلك في أصحاب محمد صلى الله عليه وآله قال: ان أصحاب عيسى كفوا عن المعاش، وان هؤلاء ابتلوا بالمعاش.
وفيه، عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت إنا لنرى الرجل له عبادة واجتهاد وخشوع ولا يقول بالحق فهل ينفعه ذلك شيئا؟ فقال: يا محمد انما مثل أهل البيت مثل أهل بيت كانوا في بني إسرائيل كان لا يجتهد أحد منهم أربعين ليلة إلا دعا فأجيب، وان رجلا منهم اجتهد أربعين ليلة ثم دعا فلم يستجب له، فأتى عيسى بن مريم عليه السلام ليشكو إليه ما هو فيه ويسأله الدعاء.
قال فتطهر عيسى وصلى ركعتين ثم دعا الله عز وجل فأوحى الله عز وجل إليه: يا عيسى ان عبدي اتاني من قبل الباب الذي اوتى منه، انه دعاني وفي قلبه شك منك، فلو دعاني ينقطع عنقه وتنشر أنامله ما استجبت له.
قال: فالتفت إليه عيسى (ع) فقال تدعو ربك وأنت في شك من نبيه؟
فقال يا روح الله وكلمته قد كان والله ما قلت فادع الله ان يذهب به عني. قال:
فدعى له عيسى، فتاب الله عليه وقبل منه، وصار في أحد أهل بيته.
وفي كتاب (بحار الأنوار) ان عيسى عليه السلام جمع بعض الحواريين في بعض سياحته، فمروا على بلد، فلما قربوا منه وجدوا كنزا على الطريق، فقال من معه: إئذن لنا يا روح الله ان نقيم هاهنا ونحوز هذا الكنز لئلا يضيع؟ فقال لهم أقيموا هاهنا وانا ادخل البلد ولي كنزا اطلبه:
فلما دخل البلد وجال فيه، رأى دارا خربة فدخلها، فوجد فيها عجوزا فقال لها: انا ضيفك في هذه الليلة وهل في الدار أحد غيرك، قالت نعم لي ابن