انفر أولهم ابن آدم الذي قتل أخاه، ونمرود الذي حاج إبراهيم في ربه، واثنان في بني إسرائيل هودا قومهم ونصراهم، وفرعون الذي قال انا ربكم الاعلى، واثنان من هذه الأمة يعنى الأول والثاني (سال الشامي) أمير المؤمنين عليه السلام عن أول من قال الشعر فقال آدم لما انزل إلى الأرض من السماء فرأى تربتها وسعتها وهواها، وقتل قابيل هابيل فقال آدم عليه السلام:
تغيرت البلاد ومن عليها * فوجه الأرض مغبر قبيح تغير كل ذي لون وطعم * وقل بشاشة الوجه المليح فاجابه إبليس (لعنه الله):
تنح عن البلاد وساكنيها * فبىء بالخلد ضاق بك الفسيح وكنت بها وزوجك في قرار * وقلبك من اذى الدنيا مريح فلم تنفك من كيدي ومكري * إلى أن فاتك الثمن الربيح فلولا رحمة الجبار أضحت * بكفك من جنان الخلد ريح (أقول) وربما زاد فيه بعضهم الا ان الاعتماد على هذا الورود في كتاب (علل الشرايع) و (عيون الاخبار) وغيرهما. (وعن أبي عبد الله) عليه السلام قال: كانت الوحوش والطير والسباع وكل شئ خلق الله عز وجل مختلطا ببعض فلما قتل ابن آدم أخاه نفرت وفزعت فذهب كل شئ إلى شكله. (وعنه) عليه السلام: ان الله عز وجل انزل حوراء من الجنة إلى آدم فزوجها أحد ابنيه وتزوج الاخر إلى الجن فولدتا جميعا فما كان من الناس من جمال وحسن خلق فهو من الحوراء وما كان فيهم من سوء الخلق فمن بنت الجان، وأنكر ان يكون زوج بنيه من بناته. (أقول) قيل في وجه الجمع بينه وبين ما سبق اما بالتجوز في الخبر السابق بان يكون المراد بالحوراء الشبيهة بها في الجمال أو في هذا الخبر بان يكون المراد بكونها من الجن كونها شبيهة بهم في الخلق، ويمكن القول بالجمع بينهما في أحد ابنيه، وفى الاخبار ما يؤيده، وعنه صلى الله عليه وآله: ان الله عز وجل حين اهبط آدم وزوجته وهبط إبليس ولا زوجة له وهبطت الحية ولا زوج لها