الباب العاشر في قصص أيوب عليه السلام قال الله تعالى في سورة الأنبياء: (وأيوب إذ نادى ربه اني مسني الضر وأنت ارحم الراحمين * فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر وآتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرى للعابدين).
وقال في سورة ص: (وأذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه اني مسني الشيطان بنصب وعذاب * اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب * ووهبنا له أهله ومثلهم معهم رحمة منا وذكرى لأولي الألباب * وخذ بيدك ضغثا فاضرب به ولا تحنث انا وجدناه صابرا نعم العبد انه أواب).
قال امين الاسلام الطبرسي طاب ثراه: اي (واذكر أيوب) حين دعا (ربه) لما اشتدت المحنة به: (اني مسني الضر) اي نالني وأصابني الجهد (وأنت ارحم الراحمين).
وهذا تعريض منه بالدعاء لإزالة ما به من البلاء (بنصب وعذاب) اي متعب ومكروه ومشقة. وقيل بوسوسة، فيقول له طال من ضرك ولا يرحمك ربك.
وقيل: بأن يذكره ما كان فيه من نعم الله تعالى، وكيف زال ذلك كله طمعا ان يزله بذلك، فوجده صابرا مسلما لأمر الله.
وقيل: انه اشتد مرضه حتى تجنبه الناس فوسوس الشيطان إلى الناس ان يستقذروه ويخرجوه من بينهم ولا يتركوا امرأته التي تخدمه ان تدخل عليهم، فكان أيوب يتأذى بذلك ويتألم منه ولم يشك الألم الذي كان من امر الله.