على ما وصفت، وعاش عزرة مع عزير ثلاثين سنة، ثم أمات الله عزيرا مائة سنة وبقى عزرة حيا، ثم بعث الله عزيرا فعاش مع عزرة عشرين سنة.
يقول مؤلف الكتاب أيده الله تعالى: وقع الخلاف في أن الذي أماته الله مائة عام، هل هو إرميا أو عزير، وقد دلت الروايات على كل منهما.
وقيل: ولعل الأخبار الدالة على كونه عزيرا، محمولة على التقية، أو على ما يوافق أهل الكتاب، بأن يكون أجابوهم على معتقدهم.
(دعوات الراوندي) قال: أوحى الله إلى عزير إذا وقعت في معصية فلا تنظر إلى صغرها ولكن انظر إلى من عصيت، وإذا أوتيت رزقا مني فلا تنظر إلى قلته ولكن انظر إلى من أهداه، وإذا نزلت بك بلية فلا تشك إلى خلقي، كما لا أشكوك إلى ملائكتي عند صعود مساويك وفضائحك.
باب في قصص يونس عليه السلام وفيه أحوال أبيه متى (تفسير علي بن إبراهيم) أبي عن ابن أبي عمير عن جميل قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: ما رد الله العذاب إلا عن قوم يونس، وكان يونس يدعوهم إلى الاسلام فيأبون ذلك، فهم ان يدعو عليهم، وكان فيهم رجلان عابد وعالم، وكان اسم أحدهما مليخا والآخر روبيل، فكان العابد يشير على يونس (ع) بالدعاء عليهم، وكان العالم ينهاه ويقول لا تدع عليهم فان الله يستجيب لك ولا يحب هلاك عباده، فقبل قول العابد ولم يقبل من العالم.
فدعا عليهم، فأوحى الله إليه: ان يأتيهم العذاب في سنة كذا وكذا.