الجب دخل عليه جبرئيل (ع) وهو في الجب، فقال: يا غلام من طرحك في هذا الجب؟ قال اخوتي لمنزلتي من أبي حسدوني ولذلك في الجب طرحوني. قال:
أفتحب ان تخرج؟ قال: ذاك إلى إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب. قال فان إله إبراهيم يقول لك قل: اللهم إني أسألك بأن لك الحمد كله لا اله الا أنت الحنان المنان بديع السماوات والأرض ذو الجلال والاكرام صل على محمد وآل محمد واجعل لي من أمري فرجا ومخرجا وارزقني من حيث لا احتسب فدعا ربه. فجعل له من الجب فرجا ومن كيد المرأة مخرجا وآتاه ملك مصر من حيث لم يحتسب.
وعن المفضل الجعفي قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: اخبرني ما كان قميص يوسف؟ قال إن إبراهيم عليه السلام لما أوقدت له النار اتاه جبرئيل عليه السلام بثوب من ثياب الجنة فألبسه إياه، فلم يضره معه حر ولا برد، فلما حضر إبراهيم الموت جعله في تميمة وعلقه على إسحاق وعلق إسحاق على يعقوب، فلما ولد ليعقوب يوسف علقه عليه، فكان في عنقه، حتى كان من امره ما كان، فلما اخرج يوسف من التميمة وجد يعقوب ريحه، وهو قوله: (اني لأجد ريح يوسف لولا أن تفندون) قلت جعلت فداك فإلى من صار ذلك القميص؟ فقال إلى أهله، ثم قال: كل نبي ورث علما أو غيره فقد انتهى إلى محمد صلى الله عليه وآله.
وكان يعقوب بفلسطين وفصلت العير من مصر، فوجد ريح يوسف وهو من ذلك القميص الذي اخرج من الجنة، ونحن ورثته.
أقول: قال امين الاسلام الطبرسي رحمه الله: قيل إن يوسف عليه السلام قال انما يذهب بقميصي من ذهب به أولا فقال يهودا انا اذهب به وهو ملطخ بالدم، قال فاذهب به أيضا وأخبره انه حي وأفرحه كما أنه أحزنه فحمل القميص وخرج حافيا حاسرا، حتى اتاه، وكان معه سبعة أرغفة وكانت المسافة ثمانين فرسخا، فلم يستوف الأرغفة في الطريق.
وقال ابن عباس: هاجت ريح فحملت قميص يوسف إلى يعقوب.
وذكر في القصة ان الصبا استأذنت ربي في أن تأتى يعقوب ريح يوسف قبل