محصورا بفقد الحركة - يعنى عنينا - فقال لها يوسف ما حاجتك؟ قالت تسأل الله ان يرد علي شبابي فسأل الله فرد عليها. فتزوجها وهي بكر.
وعن أبي جعفر عليه السلام في قوله: (قد شغفها حبا) يقول قد حجبها حبه عن الناس فلا يغفل غيره. والحجاب هو الشغاف والشغاف هو حجاب القلب.
أقول: المشهور بين المفسرين واللغويين ان المراد شهق شغاف قلبها وهو حجابه حتى وصل إلى فؤادها (وحبا) نصبا على التمييز. وكان ما في الحديث بيان لحاصل المعنى.
قال الطبرسي رحمه الله: وروي عن علي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد (عليهما السلام) وغيرهم: قد شعفها بالعين - أي ذهب بها كل مذهب.
(الأمالي) عن أبي بصير عن الصادق عليه السلام: ان يوسف لما صار في الجب وأيس من الحياة، كان دعاؤه: اللهم ان كانت الخطايا والذنوب قد أخلقت وجهي عندك فلن ترفع إليك صوتي ولن تستجيب لي دعوة فاني أسألك بحق الشيخ يعقوب فارحم ضعفه واجمع بيني وبينه فقد علمت رقته علي وشوقي ثم بكى أبو عبد الله عليه السلام ثم قال: وانا أقول اللهم ان كانت الخطايا والذنوب قد أخلقت وجهي عندك فلن ترفع إليك صوتا ولم تستجب لي دعوة فاني أسألك بك فليس كمثلك شئ وأتوجه إليك بنبيك نبي الرحمة يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله، ثم قال عليه السلام:
قولوا هكذا وأكثروا منه عند الكرب العظام.
وفيه بالاسناد إلى ابن عباس قال: لما أصاب يعقوب، ما أصاب الناس من ضيق الطعام، جمع يعقوب بنيه فقال لهم: يا بني انه بلغني انه يباع بمصر طعام طيب وان صاحبه رجل صالح فاذهبوا إليه واشتروا منه طعاما، فساروا حتى وردوا فأدخلوا على يوسف (فعرفهم وهم له منكرون) فسألهم فقالوا نحن أولاد يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، قال ولدكم إذا ثلاثة أنبياء، وما أنتم بحلماء ولا فيكم وقار ولا خشوع فلعلكم جواسيس لبعض الملوك، جئتم إلى بلادي؟ فقالوا أيها الملك لسنا بجواسيس ولا أصحاب حرب ولو تعلم بأبينا إذا لكرمنا عليك، فإنه نبي الله وابن