قالوا: جزاؤه من وجد في رحله حبسه فهو جزاؤه، فبدأ بأوعيتهم قبل وعاء أخيه، ثم استخرجها من وعاء أخيه، فحبسوا أخاه وهو قوله تعالى: (وكذلك مكنا ليوسف - أي احتلنا له - ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك الا ان يشاء الله).
وسئل الصادق عليه السلام في قوله تعالى: (أيتها العير انكم لسارقون) قال:
ما سرقوا وما كذب، انما عنى سرقتم يوسف من أبيه. فلما اخرج ليوسف الصاع من رحل أخيه، قال اخوته إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل - يعنون يوسف - فتغافل يوسف (ع) وهو قوله: (فأسرها يوسف في نفسه ولم يبدها لهم وقال أنتم شر مكانا والله أعلم بما تصفون) فاجتمعوا إلى يوسف وجلودهم تقطر دما اصفر وكانوا يجادلونه في حبسه، وكان ولد يعقوب إذا غضبوا خرج من ثيابهم شعر ويقطر من رؤوسها دم اصفر وهم يقولون له أيها العزيز (ان له أبا شيخا كبيرا فخذ أحدنا مكانه انا نراك من المحسنين) فأطلق عن هذا فقال يوسف: (معاذ الله ان نأخذ الا من وجدنا متاعنا عنده) ولم يقل الا من سرق متاعنا (إنا إذا لظالمون) فلما أيسوا وأرادوا الانصراف إلى أبيهم، قال لهم يهودا بن يعقوب ألم تعلموا ان أباكم قد اخذ عليكم موثقا من الله في هذا ومن قبل ما فرطتم في يوسف فارجعوا أنتم إلى أبيكم، اما انا فلا ارجع إليه حتى يأذن لي أبي أو يحكم الله لي وهو خير الحاكمين ثم قال لهم: (ارجعوا إلى أبيكم فقولوا يا أبانا ان ابنك سرق وما شهدنا الا بما علمنا وما كنا للغيب حافظين) فرجع اخوة يوسف إلى أبيهم وتخلف يهودا، فدخل على يوسف وكلمه حتى ارتفع الكلام بينه وبين يوسف وغضب، وكانت على كتف يهودا شعرة فقامت الشعرة فأقبلت تقذف بالدم، وكان لا يسكن حتى يمسه بعض ولد يعقوب وكان بين يدي يوسف ابن له في يده رمانة من ذهب يلعب بها، فأخذ الرمانة من الصبي ثم دحرجها نحو يهودا وتبعها الصبي ليأخذها فوقعت يده على يهودا فذهب غيظه، فارتاب يهودا، ورجع الصبي بالرمانة إلى يوسف، حتى فعل ذلك ثلاثا.
أقول: السقاية المشربة التي كان يشرب منها الملك ثم جعل صاعا في السنين