ان يأتيه البشير بالقميص، فاذن لها فأتت بها، ولذلك يستروح كل محزون ريح الصبا وقد أكثر الشعراء من ذكرها.
وعن أبي الحسن عليه السلام: كانت الحكومة في بني إسرائيل إذا سرق واحد شيئا استرق به وكان يوسف عند عمته وهو صغير وكانت تحبه. وكانت لإسحاق منطقة لبسها يعقوب وكانت عند أخته وان يعقوب طلب يوسف ليأخذه من عمته، فاغتمت لذلك وقالت دعه حتى أرسله إليك واخذت المنطقة، وشدت بها وسطه تحت الثياب، فلما اتى يوسف أباه جاءت وقالت قد سرقت المنطقة، ففتشته فوجدتها في وسطه، فلذلك قال اخوته (ان يسرق) يعني بنيامين (صواع الملك فقد سرق أخ له من قبل) يعني يوسف المنطقة من عمته.
قال علي بن إبراهيم: ثم رحل يعقوب وأهله من البادية بعد ما رجع إليه بنوه بالقميص فارتد بصيرا، فقالوا يا أبانا استغفر لنا، قال: اخرهم إلى السحر، لان الدعاء والاستغفار مستجاب فيه.
فلما وافى يعقوب وأهله مصر، قعد يوسف على سريره ووضع التاج على رأسه فأراد ان يراه أبوه على تلك الحالة، فلما دخل أبوه لم يقم له فخروا له كلهم ساجدين فقال يوسف: يا أبة هذا تأويل رؤياي من قبل.
وعن أبي الحسن عليه السلام: اما سجود يعقوب وولده فإنه لم يكن ليوسف وانما كان ذلك طاعة لله وتحية ليوسف، كما كان السجود من الملائكة لآدم ولم يكن لآدم وانما كان ذلك منهم طاعة لله وتحية لآدم عليه السلام، فسجد يعقوب وولده ويوسف معهم شكرا لله لاجتماع شملهم، ألم تر انه يقول في شكره ذلك الوقت: رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السماوات والأرض أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلما وألحقني بالصالحين.
وقال امين الاسلام الطبرسي: قيل: ان يوسف عليه السلام بعث مع البشير مائتي راحلة مع ما يحتاج إليه في السفر وسألهم ان يأتوه بأهلهم أجمعين، ولما دنا كل واحد منهما من صاحبه بدأ يعقوب بالسلام فقال السلام عليك يا مذهب الأحزان.