فيه نقص ولا عيب في ظاهر الخلقة والأنبياء عليهم السلام يبصرون بقلوبهم ما يبصر غيرهم بعينيه.
وفيه أيضا عن أبي جعفر عليه السلام قال سدير اخبرني عن يعقوب حين قال لولده: (اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه) كان علم أنه حي وقد فارقه منذ عشرين سنة وذهبت عينه عليه من البكاء؟ قال: نعم، علم أنه حي، دعا ربه في السحر ان يهبط عليه ملك الموت فهبط عليه ملك الموت، بأطيب رائحة وأحسن صورة فقال له: من أنت؟ فقال انا ملك الموت، أليس سألت الله ان ينزلني عليك، ما حاجتك يا يعقوب؟ قال له: اخبرني عن الأرواح تقبضها جملة أو متفرقة قال:
تقبضها أعواني متفرقة وتعرض علي مجتمعة، قال يعقوب: فأسألك باله إبراهيم وإسحاق ويعقوب هل عرض عليك في الأرواح روح يوسف؟ فقال: لا فعند ذلك علم أنه حي، فقال لولده: (اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه ولا تيأسوا من روح الله) وكتب عزيز مصر إلى يعقوب:
اما بعد: فهذا ابنك اشتريته بثمن بخس وهو يوسف واتخذته عبدا وهذا ابنك بنيامين اخذته وقد وجدت متاعي عنده واتخذته عبدا، فما ورد على يعقوب شئ أشد من ذلك الكتاب، فقال للرسول: مكانك أجيبه، فكتب إليه يعقوب:
بسم الله الرحمن الرحيم من يعقوب إسرائيل الله بن إسحاق بن إبراهيم خليل الله اما بعد: فقد فهمت كتابك تذكر فيه انك اشتريت ابني واتخذته عبدا وان البلاء موكل ببني آدم، وان جدي إبراهيم ألقاه نمرود في النار فلم يحترق وجعلها الله له بردا وسلاما، وان أبي إسحاق امر الله جدي ان يذبحه بيده، فلما أراد ذبحه فداه بكبش عظيم، وان كان لي ولد ولم يكن في الدنيا أحد أحب إلي منه فأخرجوه اخوته، ثم رجعوا إلي وزعموا أن الذئب اكله فاحدودب لذلك ظهري وذهب من كثرة البكاء عليه بصري، وكان له أخ من أمه كنت آنس به فخرج مع إخوته إلى ما قبلك ليمتاروا لنا طعاما، فرجعوا إلي وذكروا انه سرق صواع الملك وقد حبسته، وانا أهل بيت لا يليق بنا السرقة ولا الفاحشة، وانا أسألك