يهودا، فخرجوا، حتى وردوا مصر فدخلوا على يوسف فقال لهم: هل بلغتم رسالتي؟ قالوا: نعم وقد جئناك بجوابها مع هذا الغلام، فاسأله عما بدا لك، فقال له يوسف: بما أرسلك أبوك إلي يا غلام؟ قال: أرسلني إليك يقرؤك السلام ويقول: انك أرسلت إلي تسألني عن حزني وعن سرعة الشيب إلي قبل أوان المشيب وعن بكائي وذهاب بصري فان أشد الناس حزنا وخوفا أذكرهم للمعاد وانما أسرع المشيب إلي: لذكري يوم القيامة وان بكائي وابيضاض عيوني: على حبيبي يوسف وقد بلغني حزنك بحزني واهتمامك بأمري فكان الله لك جازيا ومثيبا.
وانك لن تصلني بشئ أشد فرحا به من أن تعجل على ولدي ابني بنيامين فإنه أحب أولادي بعد يوسف وعجل علي بما استعين به على عيالي. فلما قال هذا خنقت يوسف العبرة ولم يصبر حتى قام فدخل البيت وبكى ساعة، ثم خرج إليهم وامر لهم بطعام، وقال ليجلس كل بني أم على مائدة فجلسوا، وبقى بنيامين قائما، فقال له يوسف: ما لك لم تجلس؟ فقال: ليس لي فيهم ابن أم، فقال له يوسف فما كان لك ابن أم؟ فقال بنيامين بلى، ولكن زعم هؤلاء ان الذئب اكله، قال فما بلغ من حزنك عليه؟ قال: ولد لي اثنا عشر ابنا، كلهم اشتق لهم اسما من اسمه، قال يوسف أراك قد عانقت النساء وشممت الولد من بعده؟ فقال له بنيامين ان لي أبا صالحا وانه قال لي تزوج لعل الله عز وجل يخرج منك ذرية تثقل الأرض بالتسبيح. فقال له يوسف فاجلس على مائدتي، فقال اخوته قد فضل الله يوسف وأخاه، حتى أن الملك قد أجلسه معه على مائدته، فامر يوسف ان يجعل صواع الملك في رحل بنيامين.
وعن جابر بن عبد الله قال: اتى النبي صلى الله عليه وآله رجل من اليهود يقال له بستان اليهودي فقال يا محمد اخبرني عن الكواكب التي رآها يوسف عليه السلام انها ساجدة له ما أسماؤها؟ فقال: أنت تسلم ان أخبرتك بأسمائها؟ فقال: نعم فقال: حرمان والطارق والذيال وذو الكتفان وقابس ووثاب وعمودان والفيلق والمصبح والضروج وذو القرع والضياء والنور في أفق السماء، ساجدة له، فلما