وقال وهب: انهم دخلوا مصر وهم ثلاثة وسبعون إنسانا وخرجوا مع موسى عليه السلام وهم ستمائة الف وخمسمائة وبضع وسبعون رجلا. وكان بين يوسف وموسى أربعمائة سنة.
وقال علي بن إبراهيم: فنزل جبرئيل عليه السلام فقال: يوسف اخرج يدك فأخرجها من بين أصابعه نور. فقال يوسف ما هذا يا جبرئيل؟ فقال هذه النبوة أخرجها الله من صلبك لأنك لم تقم إلى أبيك. فحط الله نوره ومحى النبوة من صلبه وجعلها في ولد لاوي أخي يوسف. وذلك لأنهم لما أرادوا قتل يوسف قال لا تقتلوه وألقوه في غيابة الجب. فشكر الله له ذلك. ولما ان أرادوا ان يرجعوا إلى أبيهم من مصر وقد حبس يوسف أخاه قال لن أبرح الأرض حتى يأذن لي أبي.
فشكر الله له ذلك.
فكان أنبياء بني إسرائيل من ولد لاوي بن يعقوب. وكان موسى من ولده.
قال يعقوب: يا بنى اخبرني بما فعل بك اخوتك حين أخرجوك من عندي قال يا أبة اعفني من ذاك. قال فأخبرني ببعضه؟ قال يا أبة انهم لما أدنوني من الجب قالوا انزع القميص فقلت لهم يا اخوتي اتقوا الله ولا تجردوني، فسلوا علي السكين وقالوا لئن لم تنزع لنذبحنك؟ فنزعت القميص وألقوني في الجب عريانا. فشهق يعقوب شهقة وأغمي عليه. فلما أفاق قال يا بني حدثني قال يا أبة أسألك بإله إبراهيم وإسحاق ويعقوب الا أعفيتني فأعفاه.
قال: ولما مات العزيز وذلك في السنين الجدبة. افتقرت امرأة العزيز واحتاجت حتى سألت، فقالوا لها لو قعدت للعزيز. وكان يوسف. فقالت استحي منه فلم يزالوا بها حتى قعدت له. فأقبل يوسف في موكبه. فقامت إليه وقالت:
الحمد لله الذي جعل الملوك بالمعصية عبيدا وجعل العبيد بالطاعة ملوكا. فقال لها يوسف وهي هرمة الست فعلت بي كذا وكذا؟ فقالت يا نبي الله لا تلمني فاني بليت بثلاثة لم يبل بها أحد. قال: وما هي؟ قالت: بليت بحبك ولم يخلق الله لك نظيرا وبليت بحسني بأنه لم تكن بمصر امرأة أجمل مني ولا أكثر مالا وبليت بأن زوجي كان