باله إبراهيم وإسحاق ويعقوب الا مننت علي به وتقربت إلى الله ورددته إلي فلما ورد الكتاب إلى يوسف اخذه ووضعه على وجهه وبكى بكاءا شديدا، ثم نظر إلى اخوته فقال لهم: هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه إذ أنتم جاهلون؟ فقالوا انك لأنت يوسف. قال انا يوسف وهذا أخي قد من الله علينا. فقالوا: (لقد آثرك الله علينا وإن كنا لخاطئين * قال لا تثريب عليكم اليوم - اي لا توبيخ ولا تعنيف - يغفر الله لكم) فلما ولى الرسول إلى الملك بكتاب يعقوب رفع يعقوب يده إلى السماء فقال: يا حسن الصحبة يا كريم المعونة وخير اله، ائتني بروح منك وفرج من عندك. فهبط جبرئيل (ع) فقال له يا يعقوب الا أعلمك دعوات يرد الله عليك بصرك وابنيك؟ قال: نعم. قال قل يا من لم يعلم أحد كيف هو الا هو يا من سد الهواء وكبس الأرض على الماء واختار لنفسه أحسن الأسماء ائتني بروح منك وفرج من عندك. قال فما انفجر عمود الصبح حتى اتي بالقميص فطرح عليه، فرد الله عليه بصره وولده.
أقول: ورد في سبب معرفتهم له انه تبسم، فلما أبصروا ثناياه كانت كاللؤلؤ المنظوم شبهوه بيوسف.
وقيل: رفع التاج عن رأسه، فعرفوه.
وفى قوله: (إذ أنتم جاهلون) - اي شبان أو صبيان - تعليم لهم كيف يعتذرون.
روي عن الصادق عليه السلام: كل ذنب عمله العبد وان كان عالما فهو جاهل حين خاطر بنفسه معصية ربه، فقد حكى الله قول يوسف لاخوته: (هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه إذ أنتم جاهلون) فنسبهم إلى الجهل لمخاطرتهم في أنفسهم في معصية الله.
وذكر بعض المحققين من أهل التفسير، وورد في الاخبار أيضا في تفسير قوله تعالى: (انما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة) ان كل مذنب فهو جاهل، لأنه خاطر بنفسه وفعل فعل الجاهل.